23 ديسمبر، 2024 6:27 ص

السيد العبادي يطير على جسر بزيبز

السيد العبادي يطير على جسر بزيبز

لم يكن يعتقد احد من اهالي الانبار ان يكون ذالك الجسر العائم هو الفاصل بين الحياة والموت بين ان تصبح ذكرى يتحدث عنك الاهل والأصدقاء او تمر سالما ولو مؤقتا بعيدا عن ذالك المتربص بالأرواح ,,جسر بزيبز جسر بديل عائم على النهر تحمله طوافات يتمايل صعودا ونزولا تحت ضغط المارة كأنه رجل مسن نائم يتنفس بصعوبة من شدة المرض آلاف العوائل مرت من هنا تبحث عن مأوى وآلاف الاطفال الرضع وصغار السن الذين يقودهم آباءهم وأمهاتهم دون يعرفوا لماذا هم كذالك بالامس كانوا على مايرام ماذا جرى اليوم من يعبر الجسر فهو آمن ومن يتخلف فهو وأمر الله هذه هي الصورة
الحقيقة لذالك المشهد المروع وتلك العوائل الهاربة من الجحيم الى بغداد ومدن الوسط والجنوب ..
لماذا حصل هذا وبهذه السرعة ؟
قبل ايام خرج السيد رئيس الوزراء على الصحافيين في مؤتمره المشئوم وقد نال من التصفيق ولمرات عدة مانال وبدا الرجل في نشوة انتصارات تكريت وبمعنويات عالية ليزف بشرى للعراقيين ان الايام القادمة ستشهد تحرير مدينة الانبار من الدواعش وتنتهي هذه الصفحة الى الابد ليتوجه الرجل وجيشه العرمرم الى مدينة الموصل ويحررها وسينال من التصفيق اضعاف ماناله من تحرير تكريت هدية الانتصار وانتظار القادم من هذه الصفحات المضيئة في سفر الحكومة العراقية التي ستحرر المدن العراقية وربما نام الرجل بعد مؤتمره ذاك نوما هانئا ومبتسما وهو يحلم كأنه طائرا يحوم
على ارض السواد يرى تلك الارض وقد عاد نخيلها ومزارعها ومصانعها تنفث الدخان في الارجاء ويرى التلاميذ االصغار كأنهم العصافير يحملون حقائبهم ويقطعون الطريق الى مدارسهم في القرى ,, يحوم ويحوم كأنه النسر البابلي الاشهب يفرد جناحيه على مملكة بابل وجنائنها المعلقة نوما هانئا ارد السيد الرئيس ان ينعم به وهو بهذا الحلم الذي لم يحلم انه سيحلم به ليفاجئا الرجل وهو في رحلته بعد ان صفق النسر جناحيه لتوصله الى جسر بزيبز ويرى الحشود من العوائل تريد عبور الجسر ابتسم اول مرة ضنا منه ان تلك الحشود خرجت من بيوتها وهي تستقبله وتركض في مسير طيرانه
تمعن الرجل في الحشود وشاهد ام تسقط في النهر وهي تحمل طفلها ليستيقظ على نغمة هاتفة الخلوي الآي فون وهي تعزف
موطني ..موطني.. الجلال والجمال والسناء والهاء في رباك ,,الحياة والنجاة والهناء والرجاء في هواك ..
مات الاطفال وداعش تهرول بسكاكينها خلف الامهات تريد ان تمتص الدماء لأنها لم تشبع من دماء سبايكر وسجن بادوش ونحر الاطفال والرجال ..
الحلم غير والحقيقة غير ياسيدي الرئيس وحكومتك وقادتك هؤلاء لذين زينوا لك الانتصار وأخبروك انه في متناول اليد كأنه قطف تفاحة ادم وحواء هم واهمين,,هرب الالاف وصدحت اصوات الاستغاثة بك وبرجالك وهناك من ينبح خلف الحدود وهو ينادي بالقتل لأبناء هذا الشعب المسكين والمؤتمرات المشبوهة تعقد في مرأى ومسمع عيناك واذناك ولا تفعل شيء انهم يؤججون القتل ويقودون نارا لا حدود في ارتفاعها ويلقون جسد العراق فيها ويقبضون ثمن ذالك القتل بالاوراق الخضراء من دول انت وحكومتك تلهثون يوميا من اجل ارضائهم وهم يبصقون خلف ظهوركم ويعتبرون من شواذ الارض ..
اليوم ايها السيد العبادي ذهب ثلاث من حكومة العراق يتوسلون بملك الاردن الذي بالامس بكى هو وشعبه على مقتل جزار العراق الثاني عزة الدوري وبعث بطاقات التعزية لعائلته وعشيرته بعد ان تأكد من موته ذهب السيد سليم الجبوري والسيد نائبك الاول صالح المطلك والسيد نائب الرئيس معصوم يقولون انها مباحثات اللحظة الحاسمة يستجدون من هؤلاء الباعة للارض والعرض ان يتراجعوا عن عدائهم للحكومة ويعلنوا ان داعش منظمة ارهابية اي ان هؤلاء الثلاث للتو اقتنعوا ان داعش ارهابية تذبح وتقتل فذهبوا لهؤلاء الاسياد يقنعونهم بأنهم اكتشفوا ان داعش ارهابية .
مفاوضات اللحظة الحاسمة التي هي عبارة عن سلاح بنصليين اما ان يذبح في نصله الاعلى او يذبح في نصله الاخر يالها من مأساة تعيشها انت وحكومتك الفاسدة القاتلة المرتشية وهي ترى الاطفال ترمى بأحضان النهر الذي يمسك ضفتيه جسر بزيبز وهو يصرخ من ثقل الحمل على صدره ويلعن الساعة التي صار جسرا على النهر الذي يوميا له حكاية مع الموت اللحظة الحاسمة ذهب القادة العراقيين لها خارج بلدهم وهي تقبع هناك في احدى غرف الملك الاردني الذي فقد قبل ثلاث اشهر احد طياريه فقام الدنيا ولم يقعدها وطار هو بنفسه وبطيارته ليأخذ بثأر ابن الكساسبة وطار ثلاث من قادة
العراق هذه المرة بطائرة الخطوط العراقية لينقضوا على اللحظة الحاسمة علهم يعيدون لجسر بزيبز مكانته بين الجسور بعد ان يستأذنوا من الشيخ عبد اللملك وعلي حاتم السليمان وابو الريشة ويقنعوهم ان داعش ليس داعش الامس ولا تستهدف الرافضة المجوس فقط بل تستهدف السنة من مدنكم مدن الرمادي وأذا لم تصدقوا تعالوا معا بطائرة الخطوط الجوية العراقية وننظر الى جسر بزيبز المزدحم وهو ينقل الاطفال الى ضفة الامن والأمان .

[email protected]