السيد العبادي تحية مقدما .. ودعني اتحدث معك بصراحة لا يقولها لك حتى بعض المقربين منك الذي تتحدث عنهم وانك فقدت علاقتك بهم وانقلبوا عليك ، وابتداء أحب ان أوضح ما يلي :
1- ان إجراءاتك وليس إصلاحاتك وان كنت مقتنعا ببعضها وادعمها ، الا انها لا تستحق ان تكرر قولك بأنك ستمضي بها حتى لو ( لو كلفتك حياتك ) لان حياتك ليست أغلى من حياة العراقيين الذين يقتلون كل يوم بالتفجيرات او الخطف او في جبهات القتال ضد داعش أو في عرض البحر وهم يهربون من جحيم الطائفية ، فأرجوك أرجوك لا تكرر هذه العبارة لأنك حتى الآن لم تفعل شيئا وما زال الفاسدون يتجولون بالمنطقة الخضراء بطول قاماتهم ويتمتعون بالسحت الحرام ، ويمارسون كل ما تشتهيه أنفسهم وهم مطمئنون بان العقاب لن ينالهم ، وإنهم لن ينالوا منك لانك لم تهدد مصالحهم حتى الان ، وانت تعرفهم جيدا بالأسماء والتهم وبأموالهم وسيارتهم الفارهة وحماياتهم ومواكبهم الطويلة العريضة وتحويل الأموال ، فأنت تراهم بعينيك وتخشاهم فلماذا يكلفك الأمر حياتك ، ولو كنت خائفا قلقا لهذه الدرجة فبإمكانك ان تذهب وتستريح في لندن ولا احد يطلب منك شيء ، فيما يموت العراقيون جوعا وعطشا وانهيارا نفسيا وذلة واحتقارا واعتقالا ، حتى وصل الأمر بتهديد وضرب من خرجوا متظاهرين ليساندوا إصلاحاتك المدعاة .
2- كما سمعت اكثر من مرة منك انك تكرر عبارة ( كنا نعرف أن البعض والمقربين منا سينقلبون علينا بعد هذه الإصلاحات لأن مصالحهم ستتضرر ) ، وماذا اذا انقلب عليك المقربون اليس تقريب الشعب العراقي منك اشرف بكثير من تقريب هؤلاء الفاسدين المنحرفين ممن باعوا دينهم بدنياهم ، وأكلوا السحت الحرام ، وكأني أسمعك تتحدث متأثرا بفراقهم عنك ، فيما فراقهم وابتعادهم عنك هو دليل حسن سيرتك ونواياك ، ثم ماذا لو انقلب عليك بعض الانتهازيين ونتمنى ان ينقلب عليك أكثرهم أو كلهم ، لان ذلك إثبات صحة سعيك ، فأرجوك لا تكرر هذه العبارة .
3- سيادة العبادي .. اطلب منك ان ترى دموع العراقيين ودماءهم قبل أي شي آخر ، وان تغيث المستصرخات من أمهاتك وأخواتك العراقيات قبل ان تغيث الفاسدين ، وان تسارع معلنا امام الشعب العراقي بإخراج كل متظاهر تم اعتقاله ، ومعاقبة كل من أساء لمتظاهر ، فأنت كنت من يطالب بخروج المظاهرات المليونية ، وهذا اقل ما تقدمه من اطمئنان بانك ستمضي في إصلاحاتك وانك تبارك مساندة الشعب لك ، بدل الحسرة على المقربين الذين انقلبوا عليك ، لان المقربين الحقيقيين هم المتظاهرون الذين تقربوا إليك وزرعوا ثقتهم بك .
4- سيادة العبادي .. من حق الشعب ان يطالبك بالإسراع بالإصلاح ، وان ما تقوم به هو اقل القليل من واجباتك ومسؤولياتك لترتيب البيت العراقي في ظل وضع اقتصادي صعب ، فلماذا لغة التبرير هذه التي تخرج منك كل يوم ، واعلم ان الله قريب ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ، وانت من كنت تدعي انك من حزب اسلامي وانك تحملت العذاب وفقدت أخويك من اجل ايمانك بالدعوة الإسلامية ، وليس بحزب الدعوة الذي لم يعد اكثر من يافطة متهرئة كالحة لا تستر حتى عورة اعضاء هذا الحزب الذي فعل أسوأ ما يمكن ان يفعله حزب في التاريخ الإنساني في الانقلاب على نفسه والتنكر لدماء شهدائه وسرقة مال المسلمين والعباد والأجيال .
سيادة العبادي.. اما تكون بقدر مسؤوليتك ، او عدم الحرج بالإعلان عن تخليك عن المسؤولية ، لان التقدم البطيء خطوة للتراجع ، وان ترددك سيكون خطواتك نحو الفشل ، اختر من الناس من لا تأخذه في الحق لومة لائم ، وكن حيدرا حقيقيا كحيدر .
والسلام عليك وننتظر منك إجراءات سريعة حقا ، بلا تردد ، وبلا مجاملة فانت ما زلت تجامل كثيرا ، وتتخوف اكثر ، اضرب بيد من حديد ، او كما قال عنترة بن شداد ” اضرب الجبان ضربة يطير لها قلب الشجاع ” ، فاختر هدفك واقضي عليه واجعله عبرة لمن اعتبر فخصومك اجبن بكثير من ان يكون لهم فعل أو رد فعل ، ويكفي ..وكما يقول المأثور الشعبي ( يعني شلون قابل نعلمك ) .