23 ديسمبر، 2024 12:42 م

السيد السيستاني وركوب الموجة

السيد السيستاني وركوب الموجة

أثناء متابعتي لتصريحات وتوجيهات وأوامر السيد السيستاني التي تخرج عن طريق مكتبه أو على لسان معتمده والناطق باسمه إمام جمعة كربلاء الشيخ الكربلائي والسيد الصافي أجد وبكل وضوح أن السيد السيستاني من هواة ركوب الموجة فقد ركب الموجة عدة مرات مما يدل أن قيادة السيد السيستاني للبلد غير صالحة لأن تحركاته مبنية على ردة الفعل لا الفعل فالأحداث هي من تسيره وليس هو من يسير الأحداث كما هو حال القيادات الرشيدة الواعية لما يدور حولها … اليوم سأذكر لكم عدة مواقف تبين أن السيد السيستاني كانت مواقفه ردة فعل وركوب للموجة …

1- بتاريخ 14 / 8 / 2004 وصل الآلاف من أنصار الصدر إلى النجف الأشرف بناء على دعوة أطلقها السيد حازم الأعرجي وذلك بضرورة التجمع يوم الجمعة 13 / 8 / 2004  في بغداد والانطلاق للنجف الأشرف … وكان وصول أنصار الصدر للنجف بعد ثمانية أيام من مغادرة السيد السيستاني العراق بصورة مفاجئة وبعد تسعة أيام من اندلاع المواجهات بين أنصار الصدر وقوات الاحتلال… .(1) وقد تجددت هذه الاشتباكات بعد هدنة أعلن عنها في حزيران من نفس العام.

وبتاريخ 24 / 8 / 2004 دعا السيد مقتدى الصدر أنصاره بالتوجه إلى النجف لفك الحصار الذي تفرضه قوات الاحتلال على المدينة والصحن الحيدري ومما لا يقبل الشك إن هذه الدعوة ستكون نتائجها وخيمة على قوات الاحتلال إذا ما تدفق أنصار الصدر والمتعاطفين معه إلى النجف الأشرف خاصة إذا علمنا ما للمدينة من قدسية لدى المسلمين عامة والشيعة خاصة …

لهذا جاءت عودة السيد السيستاني المفاجئة والتي كانت كخروجه المفاجئ من أجل ركوب الموجة فحث ناطقه الرسمي حامد الخفاف في تصريح له لعدة قنوات يوم الأربعاء 25 / 8 / 2004 أتباع السيد السيستاني وعموم العراقيين بالتوجه إلى النجف الأشرف يوم الخميس 26 / 8 / 2004 لفك الحصار عنها وإنقاذها وقد تم تأييد هذه الدعوة من قبل علماء النجف والسيد مقتدى الصدر حقنا للدماء …(2) 

 

2- انطلقت مظاهرات بالعديد من مدن العراق الحبيب بسبب سوء الخدمات وتقصير الحكومة في أداء عملها وكانت المظاهرات في بعض المحافظات عنيفة بعض الشيء بعد اتساعها كما حدث في مدينة الكوت حينما تم حرق مجلس محافظة واسط ومبنى محافظتها ومنزل محافظها! وكان ذلك بتاريخ 16 / 2 / 2011 وكانت بداية انطلاق التظاهرات بداية شهر شباط 2011 في مدن عراقية مختلفة وبعد اتساع رقعة المظاهرات خرج ممثل السيد السيستاني وخطيب الجمعة في كربلاء المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي في الخطبة الثانية من صلاة الجمعة التي أقيمت في الصحن الحسيني الشريف في 12ربيع الثاني 1432هـ الموافق 18-3-2011 م وأشار قائلا: ((إنه حينما يرفض المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى سماحة السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله) في الفترة الأخيرة استقبال السياسيين فللتعبير عن امتعاضه للأداء غير المقبول للسياسيين وانشغال الكثير منهم بالمصالح الضيقة دون الاهتمام بالمصالح العامة للبلد والشعب))

وبعد اتساع هذه المظاهرات رفض استقبال رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي و “أكد مصدر … ان مكتب سماحة السيد علي الحسيني السيستاني لم يستقبل النجيفي لعدم التنسيق المسبق للزيارة.” (3)

وبرر أسامة النجيفي عدم التقائه بالسيد السيستاني والوفد المرافق له من أعضاء مجلس النواب ومحافظ النجف عدنان الزرفي بقوله”  التقيت في زيارتي الماضية السيد السيستاني، إلا أن جدول تحديد زيارات المرجع المسبقة حالت دون زيارته هذه المرة”. (4)

علما أن النجيفي قد زار السيد السيستاني في كانون الأول من عام 2010(5)

وبعدها رفض السيستاني استقبال رئيس التحالف الوطني إبراهيم الجعفري وذلك بتاريخ 9 / 3 / 2011 (6)

 

3- قام رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بحل مكتب القائد العام للقوات المسلحة وإحالة  معاون رئيس أركان الجيش لشؤون العمليات الفريق أول ركن عبود كنبر والفريق أول ركن علي غيدان قائد القوات البرية سابقا إلى التقاعد (7) ونقل الفريق الركن علي الفريجي إلى الإمرة وتعيين الفريق الركن عبد الوهاب زبون بدلاً عنه كقائد لعمليات صلاح الدين (8) علما أن الرأي العام العراقي يعتبر الفريق الركن علي الفريجي المتهم الأول بالتسبيب في مجزرة سبايكر التي ذهب ضحيتها أكثر من 1700 شهيد …

 

بعد تحرك رئيس الوزراء حيدر العبادي وقيامه بتغيير بعض القادة المقصرين بواجباتهم والمتسببين بسقوط بعض المدن بيد داعش والمتسببين ببعض المجازر التي حدثت للقوات الأمنية العراقية نجد صوت معتمد وممثل السيد السيستاني السيد الصافي يخرج ويصرح بضرورة محاسبة المقصرين من الضباط حيث قال في خطبة الثانية لصلاة الجمعة 26/9/2014 : ((… وهنا نؤكد ايضاً على أهمية التفاعل مع المعلومة الدقيقة.. إذ قد يؤدي إهمالها الى مآسي كبيرة، مع التشديد على عدم التهاون مع كل من يثبت تقصيرهُ مهما كان موقعه، خصوصاً إذا كانت هذه المقصرّية سبباً لشهادة بعض أبنائنا الأعزاء، أو جرحهم أو غير ذلك، من قبيل الإهمال في إيصال المؤن اللازمة لاستدامة القتال.. من مأكل ومشرب وسلاح.. إن بعض المعلومات التي تصل الينا يومياً، تؤكد وجود بعضاً وإن كان قليلا ً من الذين لم يتحملوا المسؤولية بشكل يتناسب مع جسامة ما نعيشه من واقع خطر، وهذا بنفسه شيء خطير لابد من معالجته…)) علما إننا لم نسمع له أي تصريح بهذا الخصوص من قبل خاصة في مجزرة سبايكر التي حث المعنيين على ضرورة تطويقها !

فجاء اليوم ليركب هذه الموجة الجديدة وبعد كم يوم سيكون هو البطل الذي طالب العبادي بضرورة إحالة بعض القادة للتقاعد ونقل البعض الآخر بسبب مقصريتهم !!

 

هذه ثلاثة حوادث بينت من خلالها كيف أن السيد السيستاني ومن يتحدث باسمه هم من هواة ركوب الموجة … ويوجد في جعبتي حوادث ومواقف أخرى ولكن تحاشيا للإطالة قررت الاكتفاء بهذه الحوادث الثلاثة…

 

ـــــــــــــــــــــــــ

1- انظر إذاعة العراق الحر / برنامج ملف العراق ليوم 14 / 8 / 2004 وكتاب الرحلة العلاجية لسماحة السيد السيستاني دام ظلة وأزمة النجف عام 1425هـ / 2004م لحامد الخفاف.

2- انظر صحيفة الشرق الأوسط يوم الخميس 26 آب 2004 العدد 9403.

3- وكالة براثا نيوز يوم 9/2/2011 عنوان الخبر: تاكيد لاعتذار سماحة السيد السيستاني عن استقبال النجيفي بسبب عدم تحديد موعد مسبق للزيارة.

4- أصوات العراق عنوان الخبر : النجيفي: لم التقِ السيستاني بسبب جدول زياراته.

5- شبكة الإعلام العراقية أخبار العراق يوم 6 / 12 / 2010 عنوان الخبر: آية الله السيستاني يدعو لتشكيل حكومة تضمن مصالح العراق.

6- براثا نيوز عنوان الخبر: مصدر مطلع : الامام المفدى السيد علي السيستاني يرفض استقبال ابراهيم الجعفري لامتعاض سماحته من سلوك القيادات السياسية.

7- كتابات يوم 23 / 9 / 2014 : العبادي يلغي مكتب القائد العام ويحيل كنبر وغيدان الى التقاعد.

8- موقع وزارة الدفاع 25 / 9 / 2014.