لا نريد استذكار ايام تشكيل الولاية ( الثانية ) وتناقضاتها ، بل لا نريد التطرق لبعض التصريحات النارية التي كانت ترفض توزير المالكي لتلك الولاية ، والتي ذهبت ادراج الرياح بضغوطات دولية واقليمية من جهات معلومة لكل مطلع على الشأن العراقي .. وخصوصا بعض تلك التصريحات التي كانت تشير ( وبحزم ) الى عدم منحها له واعتبار ذلك خطا احمرا .. لكن هيهات ، فبين ليلة وضحاها مسحت الخطوط الحمراء واصبحت بيضاء بجرة قلم .
الآن .. ومن خطابكم السياسي ، وحتى الأنتخابي الموجه الى جمهوركم ، بل الى معظم العراقيين ، استطعنا ان نستشف تلك الرغبة الصادقة باصلاح الحال ، واخراج العراق من مأزقه الخطير والمستنقع الآسن الذي انحدر اليه بسبب غياب العمل المؤسساتي لحكومة المالكي اللّاحكومة ، واصرار رئيسها على الأستفراد بكل شيء .. حتى استفراده بتوجيه التحالف الوطني لنواياه المبيتة ضمن استراتيجياته الفاشلة في قيادة هذا التحالف من خلال دولة القانون التي تترأسه .
من التفاهة والسخرية ان يكون تماسك التحالف الوطني الذي يمثل بوضوح مشهود معظم اطياف البيت الشيعي ، مرتبطا بوجود المالكي او رحيله .. ومن السفاهة والصفاقة والضحك على ذقون علماء ومفكرين وادباء ورجال دين ورعية كريمة ضمن هذا الطيف الكريم ، ان يرتبط بقاء البيت الشيعي وتماسكه ببقاء المالكي حصرا .. وكأن الجميع نكرات لا يمكن لهم ان يصلوا الى بعض مما ( حباه ) الله من شخصية مميزة خارقة ماحقة خصه بها تاريخنا الحديث ، ولم تنجب ام عراقية اخرى قرينا له .. وتلك والله كلمة حق يراد بها باطل .
السيد الحكيم .. السيد الصدر .. كنتم وما زلتم أول من شخص الخلل واسباب الأخفاقات الماضية ، ووضعتم الحلول الناجعة والتصورات الحقيقية للمرحلة المقبلة ورسمتم مع قيادات لكتل سياسية اخرى المخارج الممكنة من هذا النفق المظلم ، فيما سمعناه منكم ضمن خطابكم الانتخابي ، وصدقناكم متأملين كل الخير في القادم من الأيام ، كما هو عهدكم بالثقة التي منحناها لكم ، لأننا نعلم أنكم مطلعون على الأسباب .. أسباب الأنهيار الأمني والفساد المالي والتفكك الأجتماعي وانحدار السلم الأهلي الى حافات الهاوية .. فهل ستقولون كلمة حق ينتظرها جمهوركم الذي يتأمل كل الخير والعزم والحزم والشجاعة منكم ومن أصلكم الكريم .. أم أنكم ستدوسون على احلام وآمال أهلكم الساعين للخلاص .. وستثبتوا من حيث تعلمون او لا تعلمون أنه لا وجود للبيت الشيعي إلا بوجود المالكي .