قليلا جدا و ربما يكاد شبه معدوم عند مراجعة المكتبات و قراءة و تتبع الكتب و الروايات ان نجد او نشاهد او نقرأ او نسمع من خطباء المجالس الحسينية عن حياة الطفلة الشهيدة المظلومة السيدة خولة حالها كحال جدتها فاطمة الزهراء (ع) لم يذكروها كثيرا و لم يعطوها حقها و فضلها و كرامتها
خولة ابنة الإمام الحسين (ع) قد يتساءل البعض ما الذي أتى بها إلى منطقة بعلبك ؟ و لماذا يوجد قبرها في هذه المنطقة بالذات ؟ الجواب هو بعد انتهاء معركة الطف في كربلاء و استشهاد الامام الحسين (ع) و اخوته و اهل بيته و اصحابه (رضوان الله تعالى عنهم) بدئت المرحلة الثانية من مراحل بني امية تجاه آل بيت المصطفى (ع) و في اليوم الحادي عشر من شهر محرم الحرام تم سبي أخوات و بنات و نساء الإمام الحسين (ع) بنات الرسالة برحلة شاقة من كربلاء إلى الكوفة و التي انبرت بها سيدة و عقيلة الهاشميين السيدة زينب و الامام السجاد (ع) بفضح بني امية و يزيد و ذيلهم عديم الاصل و النسب ابن زياد ثم تم ارسال السبايا من الكوفة إلى الشام و من الطبيعي أن الرحلة إلى الشام ستمر في بلاد و مناطق كثيرة
اما سبب وجود مقام السيدة خولة بنت الإمام الحسين عليهما السلام في بعلبك ؟
ان ركب السبايا سار من حلب و حماه و حمص مروراً بمناطق لبنانية مختلفة و متعددة وصولاً إلى بعلبك و مرجة رأس العين حيث يوجد مسجد رأس الإمام الحسين (ع) ، و كما هو معروف أن القوافل في السابق و نظراً للسفر الطويل في الصحاري كانت تتبع مجاري الأنهار و الينابيع مخافة العطش و لسقاية الحيوانات التي معهم ، و المنطقة الممتدة من حلب حتى البقاع هي منطقة غنية بالخضرة و أشجار الفاكهة و الأنهار و الينابيع وبالذات منطقة البقاع و بعلبك فخط سير السبايا إذاً كان لا بدّ أن يمر في هذه المناطق و كما تروي السير الحسينية بأن القافلة حطت برأس العين ثم بدير يعرف بدير العذارى القريب من قلعة بعلبك الشهيرة من هنا نعلم لماذا دفنت السيدة خولة في بعلبك و تحديداً بالقرب من قلعة بعلبك الشهيرة
ان قصة استشهاد هذه الطفلة المظلومة لم تذكرها كتب التاريخ حيث كان عمرها ثلاثة سنوات جراء السبي و السير الطويل و العطش و التعب و قام الامام السجاد (ع) بغرس غصن صغير ليكون دلالة على قبرها و مع مرور السنين تحول هذا الغصن إلى شجرة يعود عمرها قرابة 1400 سنة و من معجزات هذه الشجرة سبحان الله ان أوراقها لا تزال تنبض بالحياة و جذورها ميتة
يقع مقام السيدة خولة عند المدخل الجنوبي لمدينة بعلبك و هي أول ما يطالعك في هذه المدينة و قلعتها و يحيط بالمقام الذي يُبنى اليوم بأرقى هندسة الأشجار الصنوبرية و وسط بناء المقام توجد شجرة السرو معمِّرة و نادرة عمرها يربو على مئات السنين .