19 ديسمبر، 2024 12:47 ص

السياسي من وجهة نظر إجتماعية

السياسي من وجهة نظر إجتماعية

لأهمية الموضوع، ولطلب بعض القراء الكرام، أن أستمر بعرض وجهة نظر المجتمع، بالمفاهيم العامة والخاصة، أُحاول اليوم عرض وجهة النظر، بمفهومِ فاعلٍ، مؤثر كثيرا في الساحة والحركة(في كافة المجالات)، العامة والخاصة، اليوم وفيما سبق، ألا وهو السياسي…
السياسة لغةً هي مصدر الفعل الثلاثي(ساسَ)، ولكني أعتقدُ أنها جاءت من(سيساء) والتي تعني: سلسلة الظهر أو منتظم فقاره(يعني العمود الفقري)، لذا قيل في معنى السياسة: مبادئ معتمدة تُتخذُ الإجراءات بناءً عليها. والسياسات أنواع كثيرة وإنما نتكلمُ عنها بشكل عام.
أما السياسي فإسمٌ منسوبٌ إلى السياسة، وهو كل مَنْ يعمل في السياسة، ولهذا الشخص صفات يحددها نوع السياسة التي يعمل فيها، كالسياسة الاقتصادية والسياسة الإجتماعية …. الخ، ونجاحهُ مقترنٌ بكمية المصالح المتحققة جراء عمله، والمكاسب المستحصلة بشكل دبلوماسي.
ينظرُ المجتمعُ إلى السياسي على أنهُ ثعلبٌ ماكرٌ، يحاول الوصول إلى أهدافهِ بدون أية خسائر، وهو لا يجعل الحرب خياراً لهُ أبداً، إنما يستخدم الأمور السلمية للوصول إلى مآربه، وهو بذلك يكونُ خسيساً جباناً بنظرِ المجتمع، لكنهُ متبوعٌ مرغوبٌ بهِ في نفس الوقت؛ لقد قالها الشاعر الفرزدق صراحة للإمام الحسين(ع) حينما سألهُ عن أهل الكوفة: قلوبهم معك وسيوفهم عليك!
ما زال المجتمعُ يحبُ الحسين ومن قبلهِ جدهِ وأبيه، ولكنهُ في الوقتِ ذاته يتبع معاوية وسياسته، فقرأها بنو العباس، فأظهروا صورة الحسين وأبيه، ولكنهم إنتهجوا سياسة معاوية، فنجحوا أيما نجاح، ولذا كان سقوطهم بأيدٍ خارجية، لا كما سقطت الدولة الأموية بايدٍ داخلية.
لقد نجح(محتال العصر) بالعزف على هذا الوتر، وكسب قلوب الجاهلين، بكلامهِ الحسيني، وكان خلف الكواليس، ثعلباً ماكراً، وما زال كذلك، محاولاً الإطاحة بمنافسيه، مستخدماً الحيلة والكذب والنفاق، فما ينبذهُ الناس ينسُبهُ لغيره، وما يُحبهُ الناس، يَسرقهُ من الأخرين لينسبهُ لنفسه!
لقد حاول(محتال العصر) إعادة صورة القائد الضرورة إلى أذهان الناس، ولقد نجح في ذلك، حتى أوهمهم أن خروجهُ من رئاسة الوزراء، تعني دمار العراق، كما صرحت صاحبة(نظرية 7 في 7)، والمعتصمة ضد فساد سيدها مؤخراً.
كما كان موقفُ الإمام الصادق(ع) من إنهيار الامويين ومجيئ العباسيين، كان موقف المرجعية الرشيدة، بالرغم من أنها ترى في عيون الناس ما سيكون عليه الحال، فالأزمة في حقيقتها أزمة مجتمعٍ يرزحُ تحت سحابةِ الجهل وعبادة الأوثان، لا يُفرقُ بين ما ينفعهُ أو يضره.
بقي شئ…
ينظرُ المجتمع اليوم إلى من ترك كرسي السياسة، وإلتحق بركب المقاتلين، نظرة حب وإحترام، بل نظرة تقديس، فهل سيغض الطرف عنهم، ويذهب لينتخب(محتال العصر) كما فعل من قبل!؟