22 ديسمبر، 2024 6:49 م

السياسي او العلماني لا يتخلى عن الدين

السياسي او العلماني لا يتخلى عن الدين

كل انسان يشعر بفراغ روحي مهما كان معتقده فيحاول ان يملا هذا الفراغ اما باللجوء الى الفطرة السليمة او الى الممنوعات بكل اشكالها ( خمور ومخدرات) او ابتداع دين .

في كتاب قواعد السطوة تاليف روبرت جرين اشار الى قضية استخدام الدين لتحقيق السطوة وذكر ان لدى البشر رغبة لا تقاوم في الايمان بشيء ـ اي اشيء ، ولاجل السطوة ابتدع دينا وعندما تتمكن من ذلك فاعلم ان اتباعك سيدافعون عن كذبك وذكر المؤلف قصة حقيقية بطلها فرانسسكو بوري وهو شاب ايطالي ادعى انه في الرؤيا جاءه ملك ليعلمه بانه قائد لجيش بابا جديد سيحكم العالم وانه يستطيع تحويل الحجر الى ذهب ويسمى حجر الفلسفة ، واستطاع ان يخلق له اتباع وسافر الى عدة بلدان اوربية وبعد ان انكشف زيفه اودع السجن فكان عشرات الالاف يزورونه في السجن للحصول على بركاته ومنهم ملكة السويد كريستينا ويمدونه بالمال والعتاد ليتمكن من مواصلة ابحاثه لتحويل الحجر الى ذهب حتى وفاته في السجن… هذا نموذج من عدة نماذج .

النتيجة فهنالك من يستخدم الدين لتحقيق غايات شخصية ومنهم من يحقد على الدين وهناك من يسرق من الدين وينسبه لنفسه وهناك من يستخدم الدين لاصلاح الناس .

رجل الدين المزيف كما يقال عنه افضل من العلماني او السياسي لان المزيف قد يحاول من خلال الدين تحقيق اطماعه وهذا يعني يتحدث باسم الدين وهو لا يطبق الدين ولربما يعتمد الخزعبلات المدسوسة في التاريخ التي تتفق وغاياته لكي يستغل مشاعر بعض ان لم يكن الاكثر من البشر التي تميل الى هكذا خرافات .

العلماني او السياسي تجدهما يستخدمان الدين فالاول ينتقد الدين وهو فارغ من المبادئ ولا يستطيع ان يقدم للبشرية كلمة واحدة تخدمهم غير موجودة في الخطاب الاسلامي ، بينما الثاني ـ اي السياسي يستخدم الدين لغايات خبيثة او عند الازمات وعندما تتحقق له غاياته يتجاهل الدين .

حتى الرؤوساء الامريكان عند الانتخابات يلجاون الى الكنيسة واما في العراق فهذا امر معروف وكم من سياسي او حزب او كتلة استغلت اسم المرجعية لكسب اصوات الناس فهنالك من انخدع وعندما عرف الحقيقة انتقد الاحزاب وما عادت تنطلي عليه الاعيبهم ان تحدثوا باسم المرجعية فلا يصدقونهم ، وهناك من المخدوعين لا يريد ان يقول انا خدعت فيرمي انخداعه على المرجعية ويصر ان المرجعية هي من دعمت هذه الاحزاب التي تحدثت باسمها ولا دليل لهم على ما يقولون سواء اكاذيب الاعلام .

من يستخدم الدين ليدعي انه رجل دين فهذا مما لاشك فيه هو عبء على الدين ولكنه لا يملك اجهزة قمعية للنيل ممن ينتقده ، وان حدث مثل هذا فان رجل الدين هذا اقحم نفسه في السياسة وجمع الدجل في الدين والنفاق في السياسة ومما لاشك فانه لا يسمح لاحد ينتقده او يزيحه عن كرسي الغنائم .

بينما المرجعية الدينية التي تعرضت لاكاذيب وحتى شتائم فلم ترد عليهم ولم تطالب بمحاكمتهم بل تدعو لهم بالخير والمغفرة