يسهل على المتابع لمسيرة الوزير المستقيل محمد توفيق حسين علاوي أن يلمس حضوره الرسمي في الواجهة السياسية. ولا يخفى أن السبب الاساسي لبقائه في الصورة هو صلة القرابة التي تربطه بالزعيم السياسي إياد هاشم حسين علاوي. وبدون هذه القرابة ما كان لمحمد علاوي أن يتبوأ أي منصب. وهذه حالة ليست خاصة بالسيد محمد علاوي، فالقرابة أو القرب من زعيم بعينه لهما دور كبير في رسم مستقبل زاهر لهؤلاء الاقارب أو المقربين. وربما يتصدى شخص ما في بحث هذا الموضوع بحثا مستفيضا يقع فيه على الحالات الشبيهة بحالة السيد محمد علاوي الذي حاولت أن اعثر على سيرة شخصية له، ولكنني لم افلح، فحتى في موقع وزارة الاتصالات كان رابط سيرته الذاتية خال من اية تفاصيل عنه، ليس كباقي الوزراء اللذين وجدتهم يحرصون على تقديم سيرة ذاتية احترافية ويحرصون على ادامتها.
وبناءا على ذلك لجأت إلى محرك البحث الرائع (Google Search) من اجل لملمة ما يعزز وجهة نظري في أن محمد علاوي سياسي مدلل يعيش في كنف ابن عمه وينعم برعايته ولا يمتلك أي شيء آخر، فقد تولى حقيبة وزارة الاتصالات عام 2006 كمرشح عن القائمة العراقية الوطنية. وترك الوزارة بتاريخ 07-08-2007 تنفيذا لقرار القائمة الوطنية العراقية بالانسحاب من الحكومة. واعتبره رئيس الوزراء مستقيلا بتاريخ 29-11-2007 « لانقطاعه عن مزاولة عمله الرسمي دون عذر مشروع » كما جاء في اعمام الامانة العامة لمجلس الوزراء.
ولكن بعد ثلاثة ايام من التاريخ المذكور، وبالتحديد في الثاني من شهر كانون الاول 2007، ردد السيد محمد علاوي اليمين الدستوري كنائب في مجلس النواب بديلا عن النائبة المتوفاة السيدة عالية عسيران. ولا داعي أن اذكر أن محمد علاوي لم يشارك في أي من لجان مجلس النواب حتى نهاية الدورة النيابية، كما ولم نشهد له أي حضور ملموس في المجلس أيضا، المهم انه يحمل عنوان نائب في مجلس النواب العراقي وكفى. ومن الإنصاف والموضوعية أن اشير إلى أن أكثر من نصف نواب المجلس كانوا اضعف اداء من محمد علاوي.
وحين خاض محمد علاوي الانتخابات النيابية في 2010 عن محافظة بغداد، لم يحصل محمد سوى على 514 صوتا أي ما يقل عن 1,4% من عدد الأصوات اللازمة (القاسم الانتخابي لمحافظة بغداد كان 37,198 صوتا) لكي يحصل على مقعد نيابي. إلا أن الانقاذ الفوري جاءه من ابن عمه الذي منحه احد المقعدين التعويضيين الخاصين بائتلاف العراقية. وحين تم الاتفاق على تشكيل الحكومة، تولى محمد علاوي حقيبة الاتصالات من جديد.
يذكر أن الوزير محمد علاوي هو الوزير العربي الوحيد الذي قاطع جلسة مجلس الوزراء التي عقدت في محافظة كركوك بتاريخ 08-05-2012 بناءا على اتصال هاتفي من «مكتب» مسعود بارزاني الذي اتصل بوزراء القائمة العراقية [= ائتلاف العراقية] طالبا منهم عدم حضور الجلسة، « لكنهم رفضوا دعوته باستثناء وزير الاتصالات محمد توفيق علاوي » [المصدر: جريدة الشرق الأوسط السعودية، بتاريخ 09-05-2012، العدد 12216].
حين اقارن اداء الوزير محمد علاوي بسابقه الوزير فاروق عبد القادر، يبدو لي الفارق كبيرا، فالوزير فاروق عبد القادر لم يترك العراق إلا لمهمات رسمية حصرا، ولم يتباهى بأن اداؤه افضل الجميع، بل ترك اعماله تتحدث عنه، وهو الوزير الوحيد في العراق الجديد الذي طلب بنفسه من مجلس النواب أن يستضيفه ليعرض امام المجلس مشاكل وزارته وطرق حلها.
تشير مسيرة السيد محمد علاوي انه لا يعدو عن ظل لابن عمه الاستاذ إياد علاوي؛ فهو لا وجود له ولا يمكن أن يـُرى بدونه. يذكرني هذا بحالة شائعة في مدارسنا الابتدائية، حيث يحظى ابن المعلمة برعاية فائقة من بقية المعلمات ويحظى تبعا لذلك بأعلى الدرجات التي لا يستحقها أحيانا، حتى ينتقل التلميذ (أو التلميذة) إلى الدراسة المتوسطة ليكتشف مستواه الحقيقي ويكتشف مَـنْ حوله أن ما كان يحصل عليه ايام زمان انما كان اعلى من استحقاقه بكثير.
حتى يخلو مقعد نيابي من شاغله أو وزارة من وزيرها سيبقى محمد علاوي في لندن زعلانا وعاتبا على الحكومة التي لم توفر له مسكنا لائقا لأسرته في بغداد، الأمر الذي اضطره إلى ابقائهم في لندن وتجشم معاناة العيش هناك بعيدا عن الوطن، ومعاناته هو بعيدا عن اسرته إلى حد أنه تلقى قرار الموافقة على طلبه بالاستقالة وهو في لندن التي لا يقدر على فراقها.
ولله في خلقه شؤون