22 ديسمبر، 2024 8:50 م

السياسي الكوردي فاضل ميراني يضع أسس وقواعد بناء الدولة العراقية

السياسي الكوردي فاضل ميراني يضع أسس وقواعد بناء الدولة العراقية

في حوار هو الأروع من نوعه أجرته معه قناة دجلة الفضائية ومحاورها النبيه الإعلامي المتألق ليث الجزائري ليلة الأربعاء 15 تموز 2020 ، حدد عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني السيد فاضل ميراني، في هذا الحوار الموقف الكوردي العراقي الصميمي القوي الأمين ، وهو شخصية أظهرت أنها عراقية الهوى والقلب والضمير، ولديها من الحرص الوطني يفوق بكثير حرص العرب العراقيين على بناء العراق كدولة يحلم بها العراقيون من كل المكونات، وهو ما يؤكد أن الاخوة الكرد لو تسلموا مقاليد السلطة في عراق اليوم لكان للعراق شأن آخر، ولكانت له مكانة كبيرة يحترمها العالم ودولة مهابة لايكون بمقدور أية دولة أخرى ان تنتهك سياساتها او تعرض شعبها للمخاطر التي يتعرض لها شعب العراق، ولما بقي نظامها السياسي يدور في حلقة مفرغة من الازمات التي لن ينتهي فصول فوضويتها الى أمد ليس بالقصير!!

لقد أكد السيد فاضل ميراني في هذا الحوار لمسات خارطة طريق لستراتيجية عراقية أصيلة واعية ومدركة لحجم المخاطر التي يتعرض لها العراق، ولم يكن الرجل يدافع عن الكورد كشعب بقدر دفاعه عن شعب العراق بأكمله، وأكد انه عراقي قبل كل شيء، وان العراق هو حاضرتهم التي يتشرفون بها، وهي من تعلي رؤوسهم، ويشعرون بالفخر، لانهم بناة حقيقيون وقادرون على إدارة الدولة بطريقة، ما كانت لتحدث كل تلك الازمات والمآسي ، لو شاركت كل المكونات العراقية الاصيلة ، بطريقة منصفة، وهو يرى ان مفهوم الدولة لم يصل الى مبتغاه حتى الان برغم مرور 17 عاما، وقد وضع الرجل في هذا الحوار من النقاط والأولويات لعمل مؤسسات الدولة وكيف تعمل مايشكل خارطة طريق ، لو طبقت لوضعت البلد على أول الطريق الموصل الى التقدم والازدهار ولما كان حال العراق على هذه الشاكلة من الإفلاس والفوضى والانهيار!!

لقد رسم السيد فاضل ميراني معالم النظام السياسي في العراق وكيف يكون التعامل مع المكونات العراقية ، وهو يرى ان تطبيق الدستور يكون وفق نظام ” الانتقائية” وما يعجل القائمون على السلطة يطبقونه وما ينبغي ان يحصل عليه الاخرون من حقوق، لايتم تطبيقه او يتم التغاضي عنه ، وهنا تفقد الدولة اهم معالم وجودها وهو الاستناد الى الدستور لحل الإشكالات القائمة.

السيد ميراني يرى ان النظام السياسي يؤمن بالمشاركة وليس بالشراكة ، ولكل مفهوم حدوده ومعاني تطبيقه ، وحتى المشاركة في سلطة القرار تبقى شكلية، بينما لو كان يتم اتباع نظام الشراكة الحقيقية لكان هناك وجود للمكونات العراقية في صنع القرار وفي مؤسسات الدولة ، مشيرا الى انه توجد مؤسسات ولكن لاتوجد معالم لدولة ، ولا يطبق فيها القانون والنظام، بل يعتمد ذلك على الاهواء والاستقواء بالسلطة تجاه الأخ الآخر الذي يشاركه الحياة، وان النظرة الى الآخر في النظام التعددي الديمقراطي ما زالت قاصرة ومتدنية أحيانا، لانه لايتم النظرة الى كل العراقيين على انه يحق لهم العيش في وطن آمن مستقر ، يعيش شعبه بكل مكوناته ضمن عراق تعددي ديمقراطي موحد، ويسهم كل مكون في صنع قرارهم الوطني في عراق يشعر الجميع بأنهم ممثلون بطريقة عادلة ومنصفة .

حقا وجدت الرجل في غاية الدقة في التعبير وفي الحرص الأكيد على اظهار معدنه العراقي الأصيل، وهو يدافع عن عرب العراق أكثر من دفاعه عن كورد العراق، بل انه يعد بعض من في السلطة أنهم ينظرون الى الكورد بنظرة متعالية ، ولا يمنحونهم المشاركة الحقيقية في سلطة القرار او في بناء الدولة، وما يوجد من سلطات ممثلة في الرئاسات الثلاث، يعد تمثيلا شكليا لايتناسب وحجم كل مكون ووجوده، ويرى الجميع انفسهم مهمشين، بل ومغيبين ، وحديثه وان كان يعكس مرارة أغلب المكونات العراقية الا انه يتحدث بنفس عراقي وطني قبل ان يكون كورديا، وهو يتمنى لو ان العراق بمقدوره ان يدافع عن نفسه بوجه التحديات الإقليمية التي يواجهها، ولو كان العراق قد اقام مذكرات تفاهم او معاهدات مع الدول المجاورة واستطاع حفظ سيادة شعبه لما تجرأت تركيا او غيرها في دخول العراق، مشيرا الى ان السلطة العراقية هي من سمحت لحزب العمال الكردستاني ان يدخل سنجار وان تضمه داخل هيئة الحشد الشعبي وتمنهم الدولة رواتب من ميزانيتها، وترى تركيا في وجودهم تهديدا لها.

كم شعرت بالفخر والاعتزاز لأن كورديا عراقيا لديه حرص على العراق وشعبه اكثر ممن يدعون أنفسهم عرب العراق، او يدعون انهم عراقيون، ولا يعملون من أجل بناء عراق يكون فيه الجميع مشاركين في صنع دولتهم المنتظرة، وقد عانت أغلب المكونات العراقية الاصيلة من التهميش ومن التغييب، وحتى الكورد يشعرون انهم مغيبون في بلد لايحترم مكونات شعبه ، ويريد الكورد ان يسهموا مع اخوتهم العراقيين في انتشال بلدهم من أزماته الخانقة، وقد بنوا تجربة في كوردستان هي محل تقدير كل العراقيين ويكنون لهم الاحترام لأن من يزور كردستان يشعر ان هناك دولة ونظام وسلطة، على خلاف مايجري في بغداد والمحافظات العراقية التي تكون الدولة غائبة في كل الأحوال وحضورها يكاد يكون مخجلا ولا يرتقي الى مكانة هذا البلد ..وتشعر ان الاخوة الكورد هم من يضعون لنا خارطة طريق، بالرغم من ان مكونات أخرى تطرح المفاهيم والتوجهات والمطالب نفسها الا انه لم يجر الحوار معها، بل لايقبل ان يتم الاستماع لمطالبها وكأنها خارج هذا الوطن وليس لها حق المشاركة في بناء العراق، وهو ما يعكس مرارة اليمة يشعر بها كل العراقيين انهم مايزالون يعيشون منحدرات لاتليق بهم، وقد وصلت مستويات العيش لديهم الى حدود متدنية مرعبة وغاية في السوء والانهيار ، والفوضى والفلتان هي الحالي السائدة في العراق اليوم.

والشكر موصول للاعلامي القدير ليث الجزائري الذي يدير حوارات ناجحة وموفقة في برنامج ” نفس عميق” ويرتقي ببرنامجه الى مستوى الحوارات النوعية المتقدمة، وأمنياتنا له بالتوفيق في قناة دجلة الفضائية ، مع زملاء اخرين مثل برنامج “القرار لكم” الذي تديره الإعلامية القديرة سحر عباس جميل التي أثبتت جدارة فائقة في إدارة الحوارات، بالرغم مما تشعر به من تعب بعض الضيوف وبعض مما تسمعه عمن يناصبها العداء او يضمر لها الشر من خارج القناة ويوجهون لها اتهامات ما انزل الله بها من سلطان، ومع هذا فهي صامدة ورائدة في حواراتها الرائعة ولها منا كل تحية وتقدير مع الأمنيات بالنجاح لكل محاور يرتقي بوسيلته الإعلامية قدما الى الامام ويوفر لها مستلزمات الشهرة والانتشار، ومنها أيضا البرنامج الرياضي الذي يديره الزميل القدير المتألق قدرة واقتدارا حيدر زكي ، وهو كفاءة رياضية وتلفزيونية وحوارية متقدمة ، وان يبقى بريقها يذهل المتابعين والمشاهدين ، وهو مايحرص عليه الاعلاميون المتالقون في تلك الفضائية التي تجد الدعم من القائمين عليها بكل ما تملك مما يوصلها الى تلك الأبراج العالية التي يشار اليها بالبنان..فلهم منا جميعا كل تحية وتقدير ونجاحات تؤكد انهم يشقون طريقهم، بكل ما يشعرنا بالزهو والفخر لان اعلاميين بهذه الدرجة استطاعوا إقامة صرح إعلامي متقدم ، حظي بتقدير الكثيرين..