شعب العراق وبعد العام 2003 عانى ما عانى من التضليل والنفاق والتهريج واللعب بالشعارات من قبل الكثير من ( الساسة ) .. فقد أرادوا أن يصوروا للأجيال الصاعدة على ان العراق وُلـدَ الآن ولم يكن له تأريخ !
نحن نقول ما لهذه الدنيا وقد اسودت في عين المواطن العراقي ! ولمَ كل هذا الأسى يغمر القلوب والنفوس ! ولشد ما يؤلمنا أن نرى المواطن صريع التشاؤم الذي لا يليق بالعراقي وخاصة المعروف عن شعبه الذكاء والعلم والكفاءة ، فهناك مثل يقول : ( مغنية الحي لا تطرب ) و مثل آخر يقول : ( ليس لنبي في وطنه كرامة ) .
كشعب عراقي .. معظمنا يشعر بالضجر لما دار ويدور في الساحة العراقية ، سواء أكان من الناحية السـياسـية أو الاقتصاديــة .. بل وحتى أثـرت على الحياة الاجتماعية .
المعروف لدى العالم ان أي تغيير هو الذي يأخـذ من مفاخـر الماضي كدعامة للارتكاز عليه وتطويره .. وكلنا يعلم ان في العراق الكثير من الطاقات والعقول العلمية والنوابغ في مختلف حقول العلم … ولكن مع الأسف .. بعد الاحتلال الأمريكي تم إقصاء هــذه الطاقات .. مثلا .. الهندسية .. الطبية .. وأساتذة جامعات .. الخ ولأسباب شتى والبعض منها غير موضوعية .. بل وصلت إلى حد التهديد بالقتل .. فهربت تلك الطاقات خارج العراق لتحتضنها الدول الأجنبية للاستفادة من تلك الطاقات .
ولنأخذ من التأريخ الحديث عبرة .. فألمانيـا ونقصد هنا في أثناء حكم النازي ( هتلـر ).. وهو الثائر المجنون .. فكان عاقلاً حين ألقى بمهام السياسة الخارجية إلى الشخصية الدبلوماسية المعروفة آنذاك ( روبنتروب ) وهو أحد الساسة في العهد الذي سبق مجيء ( هتلر ) إلى الحكم .. وكذلك ألقى بمسؤولية الاقتصاد والصناعة إلى الشخصية الصناعية الألمانية المعروفة آنذاك ( گـروب ) … وغيرهما من العقول أصحاب الاختصاص من أجل تمشية أمور ألمانيا في تلك المرحلة . وأنا أقول لو قدر لهذا المجنون ( هتلر ) ان يترك شؤون بعض العمليات العسكرية لأهل الاختصاص ولم يفرض أسلوبه الدكتاتوري في ميدان الوغى ، لكان حال بلاده غير حالها الذي انتهى بها الى الفرقة والتقسيم !
خلاصة القول هو أن يتم الأخذ بالعبرة من التأريخ المحلي والعالمي وهو لاشك يزخر بالحسنات وان لم يـخلُ من سيئات .