23 ديسمبر، 2024 10:51 ص

السياسيون … وافواه الفتنة

السياسيون … وافواه الفتنة

قد تجد الكلمات نفسها في حسرة وحيرة وهي تتحدث عن موضوع لطالما تحدث عنه الكثيرين ممن وجدوا انفسهم يخوضون غماره امام من كانوا وقود نارٍ اشعلها ثلة من السياسيين ،الذين اغواهم الشيطان واستهوتهم ملذات المال الحرام وسحته ليكون شاهداً لأعمالهم النكرة وخزيناً في ميزان سيئاتهم ، تكوى بها جباههم وبطونهم يوم الحساب . 
الفتنة في العراق لم يغمض لها جفن منذ عقد من الزمان، كلما اغمضت عينيها او أنهكها التعب ووضعت رأسها على الوسادة قليلاً ، جاء من يغرزها بمخرز مسموم  في خاصرتها فيوقظها مذعورة من سباتها !
لا يمكن لاحد القول ان هذا الفعل  بقصد او دون قصد ، بتخطيط أم بسذاجة، بدفع من خارج اسوار حدودنا ام ببلاهة ، لان هذا الموضوع لا يحتملأي تفسير سوى ان مثيري الفتن هم وحدهم ساستنا الذين اوغلوا في بث فتنهم اللئيمة من خلالمواقفهم وسلوكهم!
ان الغريب في هذا الامر لدى بعض السياسيين الذين لو خيرتهم بين إطلاق تصريحات مثيرة للفتن والنعرات التي تجعلهم في الواجهة، وتُسخرْ لهم الماكنة الإعلامية سمعية كانت ام مقروءة او مرئية لتنقل ما قالوه في نشراتها الإخبارية، وبين التزام الصمت والانزواء بعيداً عن الأضواء حفاظاً على الدم ووحدة الصف، فإنهم يختارون أن يكونوا في الواجهات، حتى لو احترق العراق من زاخو الى الفاو بسب كلمة مسمومة أو جملة لئيمة تخرج من السنتهم السليطة !
اكرر مرة أخرى ان الكلام عن هذا الفعل الجبان ينطبق على بعض الساسة الذين يدوسون على ذيل الافعى المسمومة ليخرجوها من جحرها فتنهش لحمنا ، حتى وجدنا انفسنا بين ليلة وضحاها اننا محاطين بجحور ممتلئة بالأفاعي التي نسمع فحيحها المشؤوم الذي اصبح يطرب اذان الجهلة من اتباع الهوى والفجور ،
اصبح ارباب الفتن هم من يتولوا شؤون امرنا ،وقد حرفوا كل شيء من شانه ان يوحد فرقتنا حتى بات   العدل يظلم والفضائل تألم، والفساد أمسى يُعَز ويُكرَم، والفسوق يجاهَر به في المجالس ويعلم، ومكائد تحاك في المنابر وعلى الرؤوس تعمَّم، بأقلام شر ومحابر تكذب وتقسم، كان نتاجها كلمات فسق تحرم، وفضائيات ينضح غيها زعاف مسمم، ومؤتمراتهم وخطبهم تمزق الفضائل ولها تُعدم، وتهتك عرض مكارم الأخلاق ولها تُهدم،
والرويبضة، فقد ملأت ارضنا سفاهة وجهرا ، حتى اصبحتجهالهم تصان وتعظَّم، واذا نصحهم احد فتراهم يهجون وكأن النار فيهم تضرم ،
إن الفتنة كانت ومازالت اشد وطأة من القتل ، فما بالكم في أناس لديهم متعة في القتل واراقة الدماء الزكية.
السلام على من لزم لسانه واستعار عنق البعير لتخرج الكلمات سليمة نقية ،لا مسّ فيها ولا دسّْ .. ولا سلام على الذي يمسي كافراً ويصبح كافراً ليبيع اقوام دينه بعرض من الدنيا .