23 ديسمبر، 2024 1:59 ص

السياسيون الشيعة والسنة والخيانة التاريخية 

السياسيون الشيعة والسنة والخيانة التاريخية 

كلّما مرّت الأيام كلّما كشفت لنا المزيد من زيف وشعوذة ونفاق الطبقة السياسية ( الشيعية ).

كلا للبعث ، كلا للإرهاب ، لن نهادن الطواغيت ، لن نتسامح مع القتلة والمجرمين ، لن نسمح بعودة البعثيين ، الموت للصداميين .. الموت للإرهابيين 
تلك هي شعارات سياسيوا الشيعة التي اغرقونا بها منذ سقوط صدام حتى الآن .

قانون إجتثاث البعث تم تعديل بعض فقراته لصالح البعثيين وتم تغيير اسم القانون سابقاً من ( اجتثاث الى مسائلة ) تمهيداً لإلغائه بالكامل لكي يفتح المجال لكبار رؤوس البعث المقيمة في عمّان ودمشق وصنعاء وبعض عواصم دول الخليج لتعود هذه الرؤوس العفنة التي مارست ابشع انواع التعذيب والإضطهاد في حق ابناء الجنوب والفرات الأوسط وتفننت في قتلهم على مدار اكثر من ثلاث عقود من الزمن تعود اليوم تحت قانون جديد اسمه ( التسوية التاريخية ) !

يالروعة السياسيين الشيعة ، يالروعة خياناتهم التاريخية ، لم تكن هذه الخيانة التاريخية الأولى للسياسيين الشيعة، فهناك وثائق تاريخية عديدة قام بتدوينها باحثين ومتخصصين في كتابة التاريخ في كثير من الكتب وهذا لا يخفى على الكثير من العراقيين.

ماتسمى بوثيقة التسوية التاريخية التي تحمّست لها بعض الزعامات الدينية التي لها ارث تاريخي ديني سوف تعيد هذه الوثيقة قتلة الشعب العراقي الى الحياة السياسية من جديد من غير أن تأبه هذه الزعامات الى دفن مئة مواطن عراقي وهم أحياء على يد البرلماني الهارب عبد الناصر الجنابي بالإضافة الى عودة المدان( لنزاهة ) قضاء مدحت المحمود طارق الهاشمي وكذلك عودة مشتقات عزت الدوري ( النقشبندية ) الداعمة للإرهاب وجميع الحركات المشبوهة الأخرى مثل ( جيش المجاهدين ، كتائب ثورة العشرين ) وغيرها من الحركات الدموية، كذلك لا ننسى أن هذه الخيانة التاريخية سوف تفتح باب السجن للنائب احمد العلواني الذي راح بسبب تحريضه الطائفي مئات الشباب العراقيين قضى نحبهم قتاً وشنقاً وقنصاً وذبحاً على يد الإرهابيين الذين كانوا يحيطون بالعلواني اثناء اعتلائه منصة ساحات القتل الطائفي في الرمادي ( ساحات العز والكرامة ) والتي كان العلواني احد اقطاب هذه الساحة المشؤومة ولا اريد أذكر بعض تفاصيل هذه الساحة لأن تلك التفاصيل والشعارات التي تدعو الى القتل جهاراً نهاراً لا زالت مطبوعة في ذاكرة كل عراقي !. 

هذا بالنسبة للسياسيين الشيعة 
أما السياسيين السنة فهم لا يقلون شأناً عن خصومهم في خيانة طائفتهم وخراب مدنهم وبلدهم بالشكل الذي يتناسب مع طموحات السياسة الأمريكية وادواتها في حكومات الشرق الأغبر !.

أحبائي 

تلك هي قواعد اللعبة الأمريكية الجديدة، قواعد يحيطها الكثير من السيناريوهات، ربما على أمريكا أن تبحث عن سيناريو آخر تقتل به أبنائنا وتستنزف مواردنا تحت ذريعة محاربة الإرهاب والقضاء على ظاهرة داعش التي هي في الأصل صناعة صهيو أمريكية قامت أمريكا بتصديرها الى بلداننا تحت مظلة مشروع ( شرق أوسط جديد )، ثم تتخلص منه وتعيد صناعته بإصدار آخر وشكل جديد منه مع تحديثات بسيطة في العناوين والأدوات التي تدير هذه الصناعة في العراق أبرزها ( خميس الخنجر ) الذي ظهر علينا فجأة يدير هذا الحراك مع قادة التحالف الوطني برعاية أمريكية و و وساطة إيرانية من أجل تحقيق أهداف مشروع الوثيقة ، والجدير بالذكر أن خميس الخنجر ليس طرف في التكتلات السياسية وليس عضو برلمان ولا حتى ناشط سياسي أو ممثل جماهيري، ومن هنا يُطرح سؤال جانبي على هامش المقال ما هو سر اختيار الخنجر لإدارة مشروع الخيانة التاريخية ؟
قد يكون الخنجر هو الآخر لا يختلف عن اقرانه الداعمين للقتل والتحريض الطائفي ويحاول زج نفسه كرقم من أرقام الإرهاب حتى ينجو، لكن الموضوع هو أبعد من ذلك بكثير وان الخنجر اقحم نفسه بهذا الموضوع تمهيداً لقيادة مشروع آخر في المستقبل القريب اسمه ( مشروع تقسيم العراق ) الذي بدأت بوادره بهذه الوثيقة التي اطلقوا عليها ( وثيقة التسوية التاريخية )، وهنا تكمن الخيانة التاريخية للعراق وابناءه الذين ذُبحوا في سبيل أن يبقى المالكي والنجيفي والجبوري وجميع توافه المنطقة الخضراء أحياء يتصدرون قيادة البلد ويمارسون دورهم السياسي التخريبي للعراق على حساب استمرار انتشار جماجم الشعب في كل ارجاء البلد !.

أخيراً :

يبقى الشعب العراقي هو الوحيد الذي يمتلك زمام المبادرة ، وعليه أن يرفض هذا المشروع ويختطف الوثيقة من يد هؤلاء القتلة ويأخذ بثأره منهم لو أراد الحياة ، أقول لو أراد الحياة .. عليه أن يختطف الوثيقة منهم والّا سوف يبقى مخطوفاً بيدهم الى أبد الآبدين ويبقى يتنقل من حالة معيشية سيئة الى أسوء بقيادة شعيط ومعيط وجرار الخيط ، ويبقى الوضع العراقي محاط بالكثير من الرتابة والملل والروتين !.