في الواقع أن مفهوم السياسة جاء من فن التسييس وساسة المجتمع حسب قوانين توضع لقيادة الفرد في المجتمعات المراد قيادتها ضمن منظومة معرفة تخدم الواقع التي يعيش بها الفرد ضمن المجتمع الواحد بقوانين مدروسة ومنهج واضح وتنظيم وإدارة نظم المجتمع على أساس إنشاء المؤسسات المنفردة لإدارة البلد ونظام قيادي موحد في بناء السلطات المنفصلة عن بعضها البعض تصب في بودقة واحدة هو بناء دولة متكاملة من جميع النواحي لخدمة الشعب . أن السياسة في العالم أصبحت أكاديمية تدرس مناهجها النظرية والتطبيقية بحرفة متطورة لتواكب العصر المتسارع والمتشابك في المشاكل لها قواعدها العلمية الثابتة بثبات قياداتها والأسلوب الذي ترتئيه لتصنع لها ممرا للوصول من خلاله لتلبية مصالح الشعب وقيادة المجتمع بنظريات واقعية ترسمها لنفسها لتكون منصة الانطلاق في عملها وبرنامج واضح المعالم لا يتغير على الواقع مع متغيرات الزمن . أما في العراق فلا نجد مثل هذه الرؤيا وهذه القواعد المدروسة بعناية وبصيغة علمية ومنهجية ونظام معروف ومعلن له طريقته الواضحة في العمل والتطبيق بل نرى الذين يسمون أنفسهم بالسياسيين والقادة التخبط الواضح المعالم والمنهج في العمل السياسي وبدون سكة توضع للإنطلاق نحو العمل الجماعي أو الفردي مع الآخرين في خدمة مصالح الشعب حيث لا توجد شخصية معلومة وواضحة تحت مجهر التقييم يطلق عليه صفة قائد في هذه المرحلة من حياة الشعب العراقي بعد ستة عشر عاما حيث لن تفرز لنا هذه الطبقة الحاكمة نموذجا حقيقيا نستطيع أن نسميه سياسي يلبي طموح الشعب ومصالحه وله منهج ونظرية موضوعة على طاولة التطبيق في رسم معالم بناء دولة حديثة ومعاصرة وقوية وحكومة يقودها سياسيون لهم بصمتهم وعملهم المتجرد من نطاق الشخصنة والتبعية للغير لذا نراهم يتلونون مع كل حدث وحادثة تطفو على سطح الظروف واستغلال عامل الزمن والتحين الفرص والمراوغة تحت خدعة فن الممكن للسياسة التي أطروها بمزاجهم وعقلياتهم القاصرة لتمرير مشاريعهم الشخصية والحزبية والالتفاف على حقوق المجتمع والشعب على العكس ما يريده الشعب وهو السير بعجلة التقدم والبناء بخطى ثابتة وقرارات صائبة وجعل مصالح الشعب نصب أعينهم بعيدا عن ميولهم الحزبية والشخصية.