23 ديسمبر، 2024 5:35 ص

السياسة في العراق……. مذهبية

السياسة في العراق……. مذهبية

الكثير من رجال الدين المسلمين شوهوا الشيوعية وموقفها من الدين وبثوا الفتاوى التي تعتبرها كفر والحاد نتيجة عدم قراءتهم الموضوعية للفكر الاشتراكي آنذاك أو تجنيد البعض منهم من قبل أصحاب الفكر القومي الشوفيني الذي دمر العراق والوطن العربي بعد استلامه للسلطة وقيادة البلدان لاحقاً .
لم يكن لينين يهتم بالشؤون الدينية، ونادراً ما كان يتحدث عن الأديان، لكنهُ أعطى حرية العبادة للمتدينين، وقد تبين ذلك في نص رسالتهِ التي وجهها إلى المسلمين في 24-نوفمبر1917 جاء فيها: ( يا أيها المسلمون في روسيا وسيبيريا وتركستان والقفقاس، يا أيها الذين هدم القياصرة مساجدهم وعبث الطغاة بمعتقداتهم وعاداتهم، أن معتقداتكم وعاداتكم ومؤسساتكم القومية والثقافية أصبحت اليوم حرّة مقدسة، نظموا حياتكم القومية بكامل الحرية وبدون قيد، وأعلموا أن الثورة العظيمة وسوفيتات النواب والعمال والجنود والفلاحين يحمون حقوقكم وحقوق جميع شعوب روسيا).
وهكذا بدأ طرد المستعمرين الروس والقوقاز والمتحدثين باسمهم من الكنيسة الأرثدوكسية الروسية في تلك المناطق، وتوقفت اللغة الروسية عن الهيمنة، وعادت اللغات المحلية إلى المدارس وإلى الحكومة وإلى المطبوعات، وأعيدت الآثار والكتب الإسلامية المقدسة التي نهبتها القيصرية من المساجد، وقد تمّ تسليم القرآن الكريم المعروف بقرآن عثمان، في احتفال مهيب إلى المجلس الإسلامي في (بتروكراد) في25ديسمبر 1917 وقد أعلن يوم الجمعة يوم الاحتفال الديني بالنسبة للمسلمين، ويوم أجازة رسمية في كل آسيا الوسطى.
نعم العالم الغربي مرّ بهذه التجربة المريرة عندما كانت الكنيسة تحكمه وخاضت تلك الشعوب حروباً واقتتالاً باسم الدين، وتكونت طبقة رجال الدين هناك، والتي حاربت التقدم الاجتماعي والعلمي وأعدمت الفلاسفة والعلماء، هل نحن مجبرون أن نعيش التجربة المريرة نفسها وندفع ثمنها من دماء شعوبنا؟ يبدو أن المشهد الحالي ينبئ بذلك، فالإسلام يحرم قتل النفس ويعظمها، ولكن نجد هذه التيارات والأحزاب الإسلامية تشرعن للقتل منطلقة من فتاوى لرجالات دين يطلقونها كل يوم، ونجد بعض الشباب من المغرر بهم ينفذونها بحرفية للانتقال إلى الجنة والظفر بحور العين, وتناول الغداء مع الرسول الأعظم محمد (ص). لذلك أسست الكثير من الأحزاب الإسلامية مليشيات لها لغرض من اجل فرض نفسها في الساحة المحلية التي ولدت فيها وبالتالي فرض وجودها على الساحة العراقية , كما قال عالم الاجتماع والمؤرخ التونسي المولد والمصري العيش /عبد الرحمن بن محمد / المكنى- ابن خلدون– (1332– 1406 )م (( إن هناك تنافس دائم بين القبائل العربية وبين الحكام العرب أو الدول والإمبراطوريات التي امتد حُكمها إلى مناطق عربية، وغالبًا ما تلجأ الدول إلى شيوخ القبائل وقادة المجموعات المسلحة والعصابات الإجرامية للمساعدة على تحصيل الضرائب وفرض الأمن والنظام وقمع المتمردين))، هذا يعني أن الميليشيات هي أداة غير شرعية تستخدمها الدولة أو الأحزاب أو الدول الأخرى لفرض السيطرة. ولقد ظهر مصطلح الميليشيات في الأدبيات السياسية بشكل صريح مقترناً بالأنظمة الاستبدادية، وهو ما اقترن بحكومة – فيشي – الفرنسية خلال الحرب العالمية الثانية، وهو التنظيم السياسي والعسكري المرعب الذي أنشئ في الأربعينات بالتعاون مع الغستابو الألماني لاصطياد مناضلي المقاومة الفرنسية، سواء بقتلهم أو تسليمهم إلى المحتل، وقد تميزت هذه الميليشيات بارتدائها لوناً خاصاً , وسميت وقتها بميليشيات الرداء الأسود.. وما أكثر المليشيات المسلحة ذات التوجهات الدينية في بلد ينخره الفساد والثقافات الهابطة , ويعيش معظم أبناء شعبه على الكفاف والمساعدات الدولية مثل العراق. .