قد يتذكر الأستاذ هادي العامري أو لا يتذكر اتصاله بي ليلا ليثنيني عن الترشح في قائمة الدكتور حيدر العبادي في الانتخابات العامة العام 2018 ، وكان وقتها زعيم الفتح والعبادي شكل ائتلافا، اطلق عليه (إئتلاف النصر ) الذي ضم مرشحين من جميع مكونات الشعب العراقي وكفاءاته، ويومها تحالف هادي العامري مع الاستاذ نوري المالكي الذي كان يعمل ضد وصول الدكتور حيدر العبادي إلى رئاسة مجلس الوزراء مرة أخرى. لم يدخر إئتلاف الفتح وسيلة إلا واقدم عليها في عرقلة حصول الدكتور العبادي على ولاية ثانية، فتحالف بعد الانتخابات مع التيار الصدري ليوسع من دائرة معارضة استمرار العبادي كمرشح مقبول داخليا وخارجيا وليمنع بذلك أي فرصة أمام نجاح بقاء الدكنور حيدر العبادي كرئيس لمجلس الوزراء. نتج عن تحالف الفتح والتيار الصدري المجيء بشخصية ضعيفة لم تشارك حتى في الانتخابات، ليصبح عادل عبدالمهدي رئيسا لمجلس الوزراء وخسر العراق بأجمعه والشيعة بالخصوص استقرارا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وعاد الفساد كظاهرة ثابتة للعيان تمخضت في خروج الجماهير الغاضبة والمنددة بالفساد المالي والاداري وفوضى شعبية عارمة في جميع ارجاء العراق فقدت السلطات الامنية السيطرة فيها على الوضع واصبحت الحياة السياسية بل الحياة العامة شبه مشلولة.
بعد اربع سنين من الفشل من ذلك التأريخ، عاد هادي العامري ليصحح ما اقترفه من أخطاء بحق العراق وتحالف مع شركاء آخرين في ما يسمى اليوم بالاطار التنسيقي وذهب للتفاوض مع الاكراد في شمال العراق وخصوصا مسعود البرازاني ليقدم الدكتور حيدر العبادي كمرشح توافقي لرئاسة مجلس الوزراء وهو يعلم بأن مسعود من اشد المعارضين لفكرة اسناد رئاسة السلطة التنفيذية بيد حيدر العبادي الذي عرى طموحات مسعود في الانفصال عن العراق وابطل استفتاء الاكراد. آن الأوان لكي يعمل هادي العامري جهده ويتكاتف مع بقية الساسة العراقيين ليتسنى لهم تصحيح ما اقترفته قراراتهم غير المدروسة ولا المتزنة في اعادة رسم خريطة التحالفات على اساس وطني خدمة لازدهار العراق وتقدم شعبه ورفاهيته. والخطوة الاولى هي انضاج فكرة تأسيس حكومة وطنية تخدم الصالح العام وليس مصالح الاحزاب أو اشباع رغبات قادتها المتخمين بالفساد والجهل والتكبر وتجاهل هموم المجتمع العراقي وضياع مستقبله ودوره في المساهمة بصنع آفاق جديدة ترفع القيم الانسانية والاخلاقية التي دمرت بسبب الفساد والجهل. أن النجاح في لم شمل الشركاء لا يعني دائما تقديم تنازلات وخسارة حقوق، فذلك سيعقد حل المشاكل بل سيضيف مشاكل جديدة، لكن التفاهمات تبدأ صيرورتها في الاعتراف بحق الشريك قبل المطالبة بالغنائم. وليس عيبا أن تكون مناصرا أخ لك أو مظلوم معدم، ولكنما العيب كل العيب أن تنأى بمكرمة وتندم.