23 نوفمبر، 2024 12:26 ص
Search
Close this search box.

السياسة العراقية على باب الدول الخارجية

السياسة العراقية على باب الدول الخارجية

بعد أن وضعت الانتخابات العراقية أوزارها، ما بين مؤيد للنتائج، فرحٍ بفوزه، وما بين معارض بتهمة التزوير والتلاعب، ها نحن نعود مثل كل مرة عقب الانتخابات التشريعية لمربع التدخلات الخارجية، الإيرانية منها والأمريكية وغيرها.
التي ما تنفك تتدخل بكل كبيرة وصغيرة بسياسات العراق الخارجية والداخلية.
ولعل أبرزها وأوضحها الزيارة الغير معلنة للجنرال الإيراني قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني، المعروف بتدخلاته في عدة دول إقليمية مجاورة للعراق كسوريا ولبنان واليمن.
والتي أوضحت مصادر مقربة، أنه كان في محاولات حثيثة لتقريب وجهات النظر بين قادة الكتل (الشيعية) لتشكيل تحالف انتخابي يؤهلهم لتشكيل الحكومة، بعيداً على ما يبدو من تحالف (سائرون) الفائز في هذه الانتخابات.
والسؤال البديهي المطروح ، ما علاقة سليماني أو غيره بهذا؟! وما هي السلطة الممنوحة له كي يتدخل بهذا الشأن؟! وليس ببعيدً عن ذلك، فنحن نرى بريت ماكغورك مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وهو يلتقي مع رئيس حكومة إقليم كوردستان مسعود البارزاني قبل أن يتجه إلى بغداد للتباحث مع مختلف قادة الكتل السياسية حول نتائج الانتخابات، وكأنه وصيٌ عليهم أو ما شابه ذلك.
ومع فوز تحالف (سائرون) الانتخابي في أكثر من محافظة عراقية، بدأت تتحرك أكثر من دولة مجاورة في محاولة لتشكيل الحكومة العراقية المقبلة وفقاً لرغباتها ومشاريعها، ويبدو بأن هذا التحالف _سائرون­_ ليس من المفضلين للجارة إيران على وجه الخصوص، فهذا التحالف السياسي المكون من التيار الصدري بشكل رئيسي والمعروف بمواقفه الرافضة للتغلغل الإيراني في العراق، وكذلك الحزب الشيوعي العراقي وقوى ليبرالية ومستقلة، قد فهم هذه المسألة جيداً.
وتُرجم ذلك في لقاء السيد مقتدى الصدر في مدينة النجف مع سفراء كل من تركيا والأردن والسعودية والكويت واستثنى إيران.
الكل يعلم بأن القرار الوطني يجب أن ينبع من الداخل، من داخل الوطن نفسه، دون مؤثرات خارجية، أو ضغوط دولية أو ما شابه، بل ويجب أيضاً على السياسي نفسه أن لا يسمح بأن يُتدخل في عملهْ، وذلك هو الأهم، إلا أننا نرى عكس هذا المشهد في الساحة العراقية.
لا بأس ببعض المقترحات أو سماع هذا الجانب أو ذاك، أن كانت تلك المقترحات، ستسهل أمر ما يخص سياسة البلد، أما محاولة هذه الدولة أو تلك في تكرار سيناريو عام 2010 الذي حول مسار تشكيل الحكومة من علاوي إلى المالكي تحت وطأة التدخلات الخارجية فهو مرفوض قطعاً.
وفي نفس الإطار، و نقلاً عن موقع إخباري، يقول الباحث السياسي آزاد جالاك:- (مع كل انتخابات، يتجدد الحديث عن العامل الخارجي ودوره في صنع مستقبل العملية السياسية في العراق لأربع سنوات مقبلة، فالانتخابات في العراق لم تكن في أي يوم انتخابات العراقيين، بقدر ما كانت انتخابات العامل والنفوذ الخارجي، إلا أنها هذه المرة تبدو أكثر صراحة ووقاحة) أنه كلامٌ خطير فعلاً.
ولا عجب أن وضع العراق منذ عام 2003 وإلى الآن في تدهور مستمر، من حربً طائفية إلى حرب ميليشيات وإلى داعش، والله وحده يعلم ماذا يخبئ لنا المستقبل.
ومرد ذلك كله برأيي، إلى الفشل الذريع في قيادة دفة العراق من الأحزاب الإسلامية الحاكمة للعراق، ولا غرابة في الأمر، كيف لا ومسؤول إيراني قبل فترة يصرح ويقول بأن العراق بعد عام 2003 بات جزءاً من (الإمبراطورية الفارسية)، ولا يجد من يصده ُعن كلامه السخيف هذا.
ولا يبدو بأن مسألة التدخلات الخارجية ستنتهي قريباً، طالما وجدت هذه العملية السياسية العرجاء، القائمة على المحاصصة الطائفية والصفقات السياسية المشبوهة.
ولكن ماذا عن الشعب العراقي؟ ما هو رأيه بكل ما يجري؟
الشيء المؤكد بأن الشعب العراقي وبكافة مكوناته وطوائفه الجميلة، يرفض رفضاً قاطعاً هذه التدخلات، فلا شيعة العراق بحاجة إلى توصيات أو نصائح من إيران.
وسنة العراق أيضاً في غنى عن السعودية ومواقفها، وأمريكا ومآربها في العراق.
وكأن لسان حالهم يقول، نحن العراق ونحن أبناءه ولا نريد وصاية من أحد.
والسلام ختام.

أحدث المقالات

أحدث المقالات