لم أجد في المواقف الدولية أشد تناقضا من تناقض السياسة السعودية التي تُبنى على الحقد والكراهية للاخرين لا لسبب وإنما لمجرد الاختلاف معهم بالفكر والرؤى.
والمتتبع إلى الزوبعة الاعلامية هذه الأيام التي أحدثتها ( إسرائيل ) حول لبنان وما يسمى بأنفاق حزب الله على الحدود معها وعبورها إلى حد تعتبره تهديدا لامنها على حد وصفهم، فنرى أن السعودية أشد يهودية من ( اسرائيل) نفسها، وسخرت ماكينتها الإعلامية للترويج ضد حزب الله والتظلم والتشكي من تجاوز الانفاق اللبنانية وتهديدها لأمن (إسرائيل ) الوديعة والمسالمة!
فأي وقاحة أشد من هذه الوقاحة وأي وقوع بوحل الذل والعمالة والخيانة لقضية العرب المركزية أخزى من وقوع آل سعود بها . لقد تصرفت السعودية مع لبنان كعدو حقيقي وتعمل على تصعيد المواقف من أجل تحريض أمريكا و (اسرائيل) على لبنان لغرض
الهجوم على بلد عربية وقوة عربية لطالما أرعبت العدو وجعلته يعيد حساباته مع جيرانه ومع حزب الله خاصة مما إضطره على الاستعانة بحكام السعودية لتقاطعهم مع إيران أولا ولصلة حزب الله الوثيقة بإيران ثانيا، لكن المستغرب والمستهجن في الإعلام السعودي هو التحريض الواضح والصريح ضد لبنان .
إن تعامل مملكة آل سعود مع قضية الأنفاق المزعومة يذكرنا بموقفها ضد العراق في قضية أسلحة الدمار الشامل التي اخترعتها أمريكا لضرب العراق وبتحريض من ال سعود أنفسهم خدمة لأمريكا والصهيونية العالمية، وأن ما يعضد هذا الرأي هو تمسك إدارة الرئيس الأميركي ترامب بحكام السعودية على الرغم من وجود الأدلة الكافية في قضية مقتل للصحافي ( خاشقجي) وادانتها من أغلب دول العالم، ونحن على ثقة بأن لبنان وحزب الله سيخيبون آمال أمريكا وآل سعود كما خاب فألهم في العراق العظيم.
إن أي اضطراب سياسي في المنطقة هو من مصلحة السعودية للهروب من مشاكلها الداخلية بعد قتل الصحافي السعودي داخل قنصليتها في تركيا من قبل المخابرات وبأمر مباشر من ولي عهد المملكة، من جانب ، ومن أجل التغطية على سياسة التقارب مع الكيان الصهيوني من جانب آخر، الأمر الذي لا تستطيع السعودية نكرانه كما هو واضح في اعلامها الحاقد على البلدان العربية المقاومة للاحتلال الصهيوني وكل من يقف معها. واليوم تشن القنوات السعودية حملة شعواء ضد حزب الله وليت شعري لِمَ كل هذا التحامل والضغينة ضد لبنان وحزب الله، سوى الدفاع عن ( إسرائيل ) والتآمر على البلدان العربية والقضية الفلسطينية على حد سواء.