في اغلب الجلسات الخاصة يتحدث البعض عن سيرة المثقفين ويعتب عليهم كونهم بعيدون عن المشهد السياسي ومن الضروري الدخول في قوائم الاحزاب وضمن قنوات صنع القرار لكي يتطور البلد كونهم يحملون افكارا بناءة ورؤى مستقبلية متميزة ويصفهم بعض الناس انهم اصحاب ايادي بيضاء لكن الذي حصل هو صدمة حقيقية بكل معنى الكلمة بسبب ان بعض الادباء والفنانين والاعلاميين الذين خذلوا انفسهم قبل ان يخذلوا الثقافة حينما دخلوا السياسة واصبح بعضهم وزراء ونواب ودرجات خاصة كونهم تركوا الثقافة وقيمتها الاجتماعية وهمومها وتحدياتها وانشغلوا ودافعوا بكل ما اوتوا من قوة عن امتيازاتهم المالية و(البهرجات) الاعلامية وأصبح اغلبهم تحت جلباب من قال (حينما أسمع كلمة مثقف امسك قبضة مسدسي) حتى د. حسن ناظم وزير الثقافة السابق الذي تأمل البعض خيرا بقدومه حاربنا و(احرجني جدا) حينما الغى التمويل المتفق عليه والمخصص لفعاليات (مؤتمر القمة الثقافي العربي الثاني) الذي انعقد في ميسان عام ٢٠٢١ قبل ايام قليلة من انعقاده بحجة سفره للسعودية للتنسيق لمعرض الكتاب وعلى الرغم من حضور الشاعر المبدع د. نوفل ابو رغيف كمثقف اولا إضافة على ذلك كونه وكيل وزارة ثقافة الذي افتتح المؤتمر بحضور نخبة من المثقفين وتسلم في ختام المؤتمر جائزة رعاية وزارة الثقافة لكن وللأسف الشديد ظل د. حسن ناظم مصرا على عدم صرف الدعم الذي (تكفلت به شخصيا كونه التزام اخلاقي وثقافي) . ان بعض الوزراء والنواب الذين ظلوا يختبؤن خلف ستار الثقافة وهويات اتحاد الأدباء والفنانين والاعلاميين والذين حاولوا ان يبيضوا جزء من تأريخهم وصفقاتهم من خلال حضورهم الخجول لنشاطات ثقافية او تجوالهم برفقة حماياتهم صباحات الجمعة في شارع المتنبي او تواجدهم كديكور في مجالس عزاء لرموز ثقافية عراقية غادرتنا تحت سياط الغربة والم العوز المادي وهم يتألمون و (يتلوعون) لعدم امكانيتهم حتى شراء الدواء دون ان يلتفت عليهم احد ، بينما اصدقاؤنا يتباهون فيما بينهم في جلساته الخاصة كونهم أصبحوا في قوائم ( المليارديرات) هؤلاء المحسوبين على الثقافة امسكوا قبضات مسدساتهم وصوبوا فوهاتها باتجاه رؤوسنا وباتجاه الثقافة ومستقبل اطفالنا ليقتلوا الأمل الثقافي الأخير ليسقطوا نخلة العراق التي امطرت الوطن العربي من اعذاقها رطباً ثقافيا شهياً على مر العصور .
اوجه كلماتي هذه وانا في العقد السادس من العمر ، منذ التسعينيات والى الآن بذلنا الغالي والنفيس وواجهنا التحديات بكل معانيها واشكالها من أجل سمعة العراق وثقافة العراق دون منصب ولا دعاية ولا طمعا في دخول انتخابات ولا اي انتماء سياسي لكن انتماءنا الوحيد كان وسيبقى دائما لأرض العراق وقدسية نخيله ونقاء دجلة وعذوبة الفرات دون ان امتلك شبرا واحدا على ارض وطني الغالي . كلمتي الاخيرة موجهة إلى رئيس مجلس الوزراء الصديق المهندس محمد شياع السوداني ….والشرفاء في الحكومة
أخشى على (برلمان الطفل العراقي) من بعض النفوس المريضة في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية التي جاهدت ومنعت سفر وفد الأطفال العراقيين لمشاركتهم وتمثيلهم في جلسات البرلمان العربي للطفل في الشارقة ولمدة سنتين متتاليتين .
وايضا توجد حرب خفية ناعمة اتجاه (نادي المثقفين العرب) ومقر أمانته الذي تم اقراره ان يكون في محافظة ميسان
كذلك عدم تمويل فعاليات (مؤتمر القمة الثقافي العربي) الذي بات عنوانا شامخا لترسيخ قيم الثقافة والتحديات التي واجهت المثقف والثقافة العربية في كل الاختصاصات . هذه الوصية أمانة في رقبتك ليس كونك اديب او فنان او اعلامي لكن املنا بشخصك النبيل كونك إنسان شهم وغيور على العراق ويديك مازالت بيضاء .
صفحة 1 من إجمالي 2