السيادة ليست كلمة أو لفظ تتمنطق به الكراسي وتدّعيه , والواقع يشير إلى عكس ذلك , ويكشف أنها رهينة التبعية والخنوع للسيد المُطاع الذي يؤمّن لها البقاء في السلطة إلى حين.
المجتمعات التي تأكل مما يزرع غيرها ليست ذات سيادة , والتي لا تصنع ما تريده من الحاجات فاقدة للسيادة , أما التي تشتري سلاحها من الآخرين فهي مُستعبَدة ومرهونة بإرادة البائع الذي سيتحكم بمصيرها , ويأمرها ان تنفذ أجنداته , وترعى مصالحه , وهو الذي يبيعها ما نفذت صلاحيته , وإنتفت الحاجة إليه لوجود ما هو أفضل منه وأحدث.
ووفقا لهذه المقاييس الواضحة البسيطة , هل أن دول المنطقة ذات سيادة؟!!
إن معظمها خاضعة لمُطعِمها وحاميها , ومزوّدها بالسلاح بأبهض الأثمان , ووفق شروطه الإستحواذية القاهرة لإرادتها.
فعن أي سيادة يتحدثون؟
عن قدرتهم على قهر العباد وتدمير مؤسسات الدولة وتخريب البلاد؟
عن نشر العدوانية والسلوكيات البغضاوية الطائفية بين أبناء كل شيئ واحد؟
لا يمكن الإقرار بالسيادة والدولة مخترقة , وفيها من أدوات إضاعة هيبتها , ودورها في إستتباب الأمن والحفاظ على حياة المواطنين , التي تفتك بهم المجاميع المسلحة , والأطراف الرقمية المجهولة , بفعل الخوف والإذعان التام لعصا السلطان المقدس الفتان!!
إنها لُعب خداعية وأضاليل تمويهية , لتأهيل الناس بالقبول بأهون الشرين , وعدم الإقتراب من أساطين النهب والسلب وسرقة الثروات , فالجميع غنائم وأسلاب , وأسرى عند الذين وضعوا أياديهم على التراب وما فوقه , وقالوا إنه رزق من ربهم الذي يعبدون.
فأين السيادة يا أمة الدين العمل؟!!
و”متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا”؟!!
و”لا تكن عبد غيرك , وقد جعلك الله حرا”!!
و”لله في خلقه شؤون”!!