السياحة هي رغبة في الترويح عن النفس و كسر الركود و الرتابة و تبديل النمط المعيشي مؤقتا و إطلاع على عالم أخر و إكتساب معارف جديدة و إحتكاك و تعامل مع مجتمعات مختلفة. و على حسب تطور الدول و المجتمعات تستخدم إمكانياتها لفتح المجال لاستقطاب الزائرين. فمن منطلق نظام الدولة تكون السياسة السياحية.
فبإعتبارها دولة لها مساحة و مناظر سياحية معتبرة غير مكتشفة، تركز الجزائر على التعريف بهذا الموروث و ما يحتويه من أحداث تاريخية ومعالم و بطولات لم تكشف و تذكر بعد. و من هذا المنظور لا ينبغي أن تكون السياحة مجرد نزهة أو ملئ رغبة أو تنفيذ مخطط مسموم بل في بلادنا أو غيرها يجب تزويد الزائر بمعلومات حقيقية لحياة أهل المنطقة عبر العصور بصورة وافية من تقاليدهم و نشاطاتهم و ثقافتهم و تاريخهم المجيد.
إن الظرف الذي تسير به البلاد يتطلب الترويج و إظهار ثقافة المجتمع بحقيقتها في ربوع التراب الوطني على نطاق واسع من أجل إظهار مقومات البلد في شتى المجالات حتى يكسب الزائر الحقائق المخفية في حقبة من الزمن بقصد أو غير قصد و هذا يتطلب دراسة ملائمة لما يتطلبه تطور البلاد و مستواها. إن التسهيل للزائر المحلي أصبح واجب لمعرفة كنوز بلاده التي تكون في بعض الأحيان أحسن و على طبيعتها من أماكن مزيفة.
إذا كان برنامج قطاع السياحة في هذا الاتجاه، فالقطاعات الأخرى أدهى و أمر و خاصة الثقافة. فالتنسيق و التوعية و إظهار قدرات البلاد المشجعة هي العامل المشترك الغائب في الماضي الذي لم يسمح بتعريف مقومات المجتمع الحقيقية و حجب ظهورها خارج البلاد. فالتحول الوجيز الذي عرفته الجزائر و القفزة النوعية أبهرت كل متتبع داخليا و خارجيا ليس بتلفيق و إنما بواقع الميدان و حسن التسيير فأصبحت تأثر على محيطها.