السياحة تعد واجهة أي بلد متحضر باعتبارها الارث الانساني والطبيعي لها،فضلا على انها كنز ثمين يدر عليها امولا طائلة تفوق اموال النفط الخام الذي تتصارع عليه القوى الاقليمية والدولية حيث بات نقمة وليس نعمة،وقد عملت غالبية الدول على تطوير هذا القطاع بما ينسجم وتطلعاتها الاقتصادية وحققت بعضها انجازات بهذا المجال يفوق الخيال رغم ان السياحة فيها مقتصرة على فعاليات معينة ومحدودة،لانريد ان نخوض في غمار هذه القضية التي تحتاج الى تفاصيل ونقاشات مستفيضة ،لكن ما يهمنا من الموضوع برمته هو السياحة في العراق التي تعد من اهم معالمنا في العصرين القديم والحديث ،بل ان كل شبر من ارض الرافدين هي عبارة عن قطعة سياحة واثرية تجتذب كل شخص في العالم بسبب امتلاكها ثروات تاريخية يعجز العقل الانساني من تقييمها،الا ان الحروب والتخريب والاحتلال اديا الى تدمير هذا القطاع الحيوي شيئا فشيئا ،ولم يتوقف الامر عند هذا الحد انما تعداه الى وجود جهات خارجية وداخلية تعمد على ايقاف عجلة النهوض بواقع السياحة عندنا ليقينها انها ستكون مصدرا قد تجعل البلاد ثرية وغنية، وهذا مالاترضاه ابدا لانها تسعى الى جعل العراق يعيش في دوامة الفقر والعوز والفاقة ،ومنهكا وساحة للحروب الدموية والقتل والموت،ومايثير الاستغراب ان الحكومة الحالية لم تفطن للكنز الذي لديها “السياحة”من حيث تعلم او لاتعلم ؟وهي رغم “تقشفها”وسحب القروض من “البنك الدولي”فانها لم تقم باي خطوة لتنشيط السياحة لديها بل بقى الامر على الغارب ،وكان الاحرى بها على الاقل تفعيل السياحة الدينية التي تشهد اقبالا منقطع النظير،فهذا القطاع مازال بائسا ويدعو للشفقة فزوار محافطتي كربلاء والنجف من العراق وخارجه يشعرون بالضجر والملل من الروتين المتبع في المراقد الدينية جراء عدم وجود وسائل نقل تصلهم الى هذا المرقد او ذاك ،وهل يعقل ان يتم نقل الزوار “بعربة خشبية”من العصر الحجري يدفعها الاطفال،هذه مناظر تسيء الى سمعة السياحة العراقية فضلا على الفساد المستشري في مؤسسات السياحة وكذلك نقاط التفتيش”السيطرات”الموجودة عند دخول المدن الدينية التي لاتهتم لاي سائح حتى لو بقى محجوزا في الباص الذي يقله لساعات في اجواء تصل درجاتها الى “50”بالتمام والكمال ..ارحموا السياحة لانها تحتضر وتتلاشى
بفعل السياسات الفاشلة وغياب الخطط الواقعية واللامبالاة والاهمال المتعمد.