قد نسمع ونشاهد ونتابع من خلال الأخبار المنوعة في الصحف العالمية والبرامج التلفزيونية المختلفة عن أبرز الأحداث والظواهر والمفاجئات الغريبة والعجيبة والفريدة من نوعها حول العالم … الآ أن قرار الحكومة السويدية بتعليب الهواء بواسطة العلب المعدنية وبيعها على السواح والمواطنين المغتربين أثار أستغراب الجميع ، وقد لايمكن للعقل البشري أن يقوم بتصديق هذه الظاهرة رغم أنها حدثت فعلا في الواقع وليس في الخيال أو حتى في الأحلام ، وتكاد تكون هذه الظاهرة المثيرة جدا للجدل والأستغراب وأحيانا ( للصدمة ) هي الفريدة من نوعها في الحياة البشرية منذ أن خلق الله الانسان .
الحكومة السويدية فكرت في مشروع بيع الهواء السويدي على السواح والمواطنين المغتربين الذين يزورون السويد بين فترة واخرى ، في أشارة لها بأن هذا الموضوع يعتبر الأول من نوعه في دول العالم ، وأن دولة السويد هي الوحيدة التي نفذت مثل هكذا مشروعا سياحيا واقتصاديا ، و أن الهدف منه تنشيط الحركة السياحية في البلد وايصال هذا الهواء الى أبعد نقطة في العالم ليكون في متناول الأيدي للأشخاص الذين يعشقون هواء السويد من المواطنين المغتربين عن بلدهم ، كما تعتبر هذه العلبة أثمن هدية تقدم الى المواطنين السويديين الذين يعانون من الأكتئاب والأختناق ولوعة الغربة عن بلدهم ، وقد يتحول الأنسان من حالة الأكتئاب الى حالة السعادة والأنشراح والأرتياح النفسي وخصوصا لدى المواطنين السويديين الذين يسكنون في دول أمريكا وكندا وأستراليا والبرازيل واليابان وغيرها من بلدان العالم .
دولة السويد ومنذ أن تم انشاؤها ، هي عبارة عن مناطق واسعة من الغابات الخضراء تغطي المساحة الكلية للحدود السويدية وتقدر مساحتها الكلية ( 450 ) الف كيلو متر مربع ، حيث تعتبر ثالث أكبر دولة في الأتحاد الاوروبي من ناحية المساحة ، وتنتشر أيضا بين هذه الغابات البحيرات الكبيرة والواسعة والذي يقدرعددها اكثر من ( 100 ) الف بحيرة ، فضلا عن أنتشار الأنهار والجزر المائية التي ترتبط بعضها البعض بواسطة الجسور الكونكريتية والمعلقة والعائمة ، وان اغلب هذه المناطق تعتبر سياحية وتزخر بالمناظر الطبيعية الخلابه ، ويتم تشييد الدور والعمارات السكنية والبيوت الخشبية وسط هذه الغابات والبحيرات لأسكان المواطنين السويديين وغيرهم من الجاليات من الجنسيات الأخرى المتواجدين ضمن الرقعة الجغرافية للبلد ، كما تتميز بعض المناطق بغابات الصنوبر دائمة الخضرة ، فيما تعتبر السويد مدينة الألوان الساحرة مع تبدل الوان أوراق الأشجار في الفصول الأربعة من الأخضر الى البني بتموجات تعجز العين عن وصفها من أثر جمالها الساحر .
من المعروف أن هواء السويد يعتبر الأنقى والأصفى في العالم ، فيما تم تصنيف هذا الهواء من الدرجة الأولى محليا ودوليا ، وان الحكومة السويدية ووزارة السياحة قررت في بادىء الامر وبعد أفتتاح المشروع ان يكون سعر العلبة الواحدة من هذا الهواء ب ( 50 ) كرون سويدي اي مايعادل ( 10 ) الاف دينارعراقي ، ولكن بعد ان شهد هذا المشروع نجاحا كبيرا واقبالا واسعا من خلال الطوابيرالمخصصة للبيع ، تم زيادة السعر الى ( 70 ) كرون سويدي ، أي بزيادة ( 20 ) كرون للعلبة الواحدة ، وان الأحصائية اليومية للبيع تتضح أن اكثر من ( 500 ) علبة تباع في اليوم الواحد من خلال الاكشاك المنتشرة في الاسواق المحلية والتي خصصتها وزارة السياحة ، وتقدر نسبة البيع خلال السنة الواحدة أكثر من ( مليوني ) علبة ، و أن علبة الهواء تكون مليئة بالنيتروجين والأوكسجين والأرغون ويأتي هذا من خلال نمو النباتات العالية والكثيفة المنتشرة في عموم البلد والتي تنمو تلقائيا على مدار السنة ، ويتطلب على الذين يشترون هذه العلبة ان يحفظوها في مكان بارد وبعيدا عن أشعة الشمس والحرارة العالية ، وان البيئة السويدية تسجل رقما قياسيا من الجودة بسبب تساقط الامطار الغزيرة طيلة ايام السنة صيفا وشتاءا ، وهذه الامطار تساعد على صنع الهواء النقي والصافي والخالي من الأتربة والغبار، وأن نسبة ( 99.9 ) من الهواء يكون خالي من الدهون والسكر ، فيما تسعى الدوائر المعنية بالأراضي والتربة ومنها وزارتي الزراعة والري الأعتناء بشكل مستمر بالتربة السويدية ، والعمل على أقامة حملات مكثفة لقص الأشجار بأستمرار وعلى مدار الساعة ، وتحسين خصوبة الأرض من أجل أنبعاث الهواء النقي من محيط هذه الاشجار التي تشكل لوحة فنية جميلة ، والتي تشعر من خلالها النفس البشرية بالراحة والطمأنينة والدفء والألفة .