18 ديسمبر، 2024 3:42 م

السويد تبيع الهواءعلى المواطنين المغتربين

السويد تبيع الهواءعلى المواطنين المغتربين

قد نسمع ونشاهد ونتابع من خلال الأخبار المنوعة في الصحف العالمية والبرامج التلفزيونية المختلفة عن أبرز الأحداث والظواهر والمفاجئات الغريبة والعجيبة والفريدة من نوعها حول العالم … الآ أن قرار الحكومة السويدية بتعليب الهواء بواسطة العلب المعدنية وبيعها على السواح والمواطنين المغتربين أثار أستغراب الجميع ، وقد لايمكن للعقل البشري أن يقوم بتصديق هذه الظاهرة رغم أنها حدثت فعلا في الواقع وليس في الخيال أو حتى في الأحلام ، وتكاد تكون هذه الظاهرة المثيرة جدا للجدل والأستغراب وأحيانا ( للصدمة ) هي الفريدة من نوعها في الحياة البشرية منذ أن خلق الله الانسان .

الحكومة السويدية فكرت في مشروع بيع الهواء السويدي على السواح والمواطنين المغتربين الذين يزورون السويد بين فترة واخرى ، في أشارة لها بأن هذا الموضوع يعتبر الأول من نوعه في دول العالم ، وأن دولة السويد هي الوحيدة التي نفذت مثل هكذا مشروعا سياحيا واقتصاديا ، و أن الهدف منه تنشيط الحركة السياحية في البلد وايصال هذا الهواء الى أبعد نقطة في العالم ليكون في متناول الأيدي للأشخاص الذين يعشقون هواء السويد من المواطنين المغتربين عن بلدهم ، كما تعتبر هذه العلبة أثمن هدية تقدم الى المواطنين السويديين الذين يعانون من الأكتئاب والأختناق ولوعة الغربة عن بلدهم ، وقد يتحول الأنسان من حالة الأكتئاب الى حالة السعادة والأنشراح والأرتياح النفسي وخصوصا لدى المواطنين السويديين الذين يسكنون في دول أمريكا وكندا وأستراليا والبرازيل واليابان وغيرها من بلدان العالم .

دولة السويد ومنذ أن تم انشاؤها ، هي عبارة عن مناطق واسعة من الغابات الخضراء تغطي المساحة الكلية للحدود السويدية وتقدر مساحتها الكلية ( 450 ) الف كيلو متر مربع ، حيث تعتبر ثالث أكبر دولة في الأتحاد الاوروبي من ناحية المساحة ، وتنتشر أيضا بين هذه الغابات البحيرات الكبيرة والواسعة والذي يقدرعددها اكثر من ( 100 ) الف بحيرة ، فضلا عن أنتشار الأنهار والجزر المائية التي ترتبط بعضها البعض بواسطة الجسور الكونكريتية والمعلقة والعائمة ، وان اغلب هذه المناطق تعتبر سياحية وتزخر بالمناظر الطبيعية الخلابه ، ويتم تشييد الدور والعمارات السكنية والبيوت الخشبية وسط هذه الغابات والبحيرات لأسكان المواطنين السويديين وغيرهم من الجاليات من الجنسيات الأخرى المتواجدين ضمن الرقعة الجغرافية للبلد ، كما تتميز بعض المناطق بغابات الصنوبر دائمة الخضرة ، فيما تعتبر السويد مدينة الألوان الساحرة مع تبدل الوان أوراق الأشجار في الفصول الأربعة من الأخضر الى البني بتموجات تعجز العين عن وصفها من أثر جمالها الساحر .

من المعروف أن هواء السويد يعتبر الأنقى والأصفى في العالم ، فيما تم تصنيف هذا الهواء من الدرجة الأولى محليا ودوليا ، وان الحكومة السويدية ووزارة السياحة قررت في بادىء الامر وبعد أفتتاح المشروع ان يكون سعر العلبة الواحدة من هذا الهواء ب ( 50 ) كرون سويدي اي مايعادل ( 10 ) الاف دينارعراقي ، ولكن بعد ان شهد هذا المشروع نجاحا كبيرا واقبالا واسعا من خلال الطوابيرالمخصصة للبيع ، تم زيادة السعر الى ( 70 ) كرون سويدي ، أي بزيادة ( 20 ) كرون للعلبة الواحدة ، وان الأحصائية اليومية للبيع تتضح أن اكثر من ( 500 ) علبة تباع في اليوم الواحد من خلال الاكشاك المنتشرة في الاسواق المحلية والتي خصصتها وزارة السياحة ، وتقدر نسبة البيع خلال السنة الواحدة أكثر من ( مليوني ) علبة ، و أن علبة الهواء تكون مليئة بالنيتروجين والأوكسجين والأرغون ويأتي هذا من خلال نمو النباتات العالية والكثيفة المنتشرة في عموم البلد والتي تنمو تلقائيا على مدار السنة ، ويتطلب على الذين يشترون هذه العلبة ان يحفظوها في مكان بارد وبعيدا عن أشعة الشمس والحرارة العالية ، وان البيئة السويدية تسجل رقما قياسيا من الجودة بسبب تساقط الامطار الغزيرة طيلة ايام السنة صيفا وشتاءا ، وهذه الامطار تساعد على صنع الهواء النقي والصافي والخالي من الأتربة والغبار، وأن نسبة ( 99.9 ) من الهواء يكون خالي من الدهون والسكر ، فيما تسعى الدوائر المعنية بالأراضي والتربة ومنها وزارتي الزراعة والري الأعتناء بشكل مستمر بالتربة السويدية ، والعمل على أقامة حملات مكثفة لقص الأشجار بأستمرار وعلى مدار الساعة ، وتحسين خصوبة الأرض من أجل أنبعاث الهواء النقي من محيط هذه الاشجار التي تشكل لوحة فنية جميلة ، والتي تشعر من خلالها النفس البشرية بالراحة والطمأنينة والدفء والألفة .