السودنة من السودان , أي أن تنقسم القوة في البلاد إلى قسمين مسلحين , أحدهما مع الحكومة والآخر ضدها , ويُذكى الصراع العسكري الحامي بينهما , فتستنزف طاقات البلاد ويعاني المواطنون من سوء الأحوال المعيشية والأمنية , ويهجرون بلادهم.
وقد نجحت لعبة اللبننة في لبنان التي بدأت في سبعبنبات القرن العشرين , ويبدو أو السودنة نسخة متطورة عنها , وأثبتت نجاحها في عدد من دول الأمة , وهناك دول أخرى مؤهلة للدخول في مأزق السودنة.
إنها نسخة معاصرة من آليات “فرق تسد” , وفيها من القسوة والتوحش السلوكي ما لا يخطر على بال , ولهذا تدخل البلاد في دوامات تصارع وإنقراض لا تعرف النهاية والركود.
ويبدو أن الحكومات المغفلة تساهم في تعبيد الأرضية اللازمة لتأسيس مسارات التفاعل السلبي بين أبناء المجتمع الواحد , وهذه الحكومات ذات غفلة بالغة , وتعيش في أوهامها التي تغذيها القوى الطامعة ببلدانها , والساعية لإهلاك شعوبها وإلهائهم بما يضرهم , ويشتت إنتباههم عن أهداف المفترسين لوجودهم.
وعلى رأسها تلك التي تلتزم بعقائد مترعة بالأوهام والتطلعات الفنتازية المنقطعة عن الواقع ومعطياته المترافدة , مما يعني أنها تُستخدم لتدمير ذاتها وموضوعها , كما حصل في السودان واليمن وليبيا ولبنان وباقي دول الأمة المقهورة بأنظمة حكمها.
صنعوا جيشا يضاهي جيشهم
مستعينا بعدوٍّ ضدّهم
أججوا نارا وصبوا زيتهم
فوق مسجورٍ صريعٍ عندهم
ضللوا شعبا وحكما جاهلا
فاستباحوا ما حوته أرضهم
د-صادق السامرائي

 

أحدث المقالات

أحدث المقالات