18 ديسمبر، 2024 5:21 م

السوداوية بلون احمر وفكرة بيضاء

السوداوية بلون احمر وفكرة بيضاء

نعم؛ هناك سوء إدارة وفساد، لكن التحديات التي مرت على العراق، ايضا كبيرة ومدمرة، وأكدت كثير من مراكز الأبحاث، أن ما حصل في العراق لو مر به أي بلد آخر، لهلك ولن يستعيد عافيته إلا بعد خمسين عاما.
لست محاميا أو مدافعا عن الوضع القائم، لنضع النقاط على الحروف، بدأ العراق بعد 9/4/2003 وما زالت جراح الحرب تقطر دما، حتى اشتعلت الطائفية، وهي مدعومة بقوة لتفتيت العراق، وخير مثال منطقة اللطيفية والدورة وتفجير سامراء، نزولا الى تفجير النجف مرقد الامام علي (عليه السلام) حتى خروج الاحتلال الامريكي سنة 2011، لتبدأ مرحلة جديدة من حرب على الخارجين عن القانون، صولة الفرسان تبعها حرب الفلوجة، حتى تدهور الأمن في بغداد، لتُصبح على أصوات دوي 10 سيارات مفخخة يوميا، في أحد الاحصائيات سنة 2013 خلال أسبوع واحد، انفجرت في بغداد فقط قرابة 70 سيارة مفخخة، لتسجل أخطر مدينة في العالم، تجاوزت الصومال ونيجيريا .
ثم لم تهدأ يوم واحدا، حتى بدأ التحضير لصناعة داعش، من خلال منصات الذل في الفلوجة والانبار، وبدأ الصدام مع الحكومة والشبه دولة، لتسقط الموصل وما حدث بعدها.. اليوم ونحن في عام 2018 الان وانا اكتب قد انهى العراق صفحة داعش عسكريا، وبدأ تنظيف ماتبقى من حواضن له في مناطق متعددة.
اخيرا وليس اخر.. من الصعب أن نتجاهل كل هذا الكم الهائل من التدخلات الخارجية والصراعات الداخلية، ونقيم عمل الحكومة بعيدا عن الواقع الأمني والعسكري، والذي هو العصب الأساس لبناء واعمار الدول.
اتمنى ان نكون منصفين فقط … اليوم العراق مقبل على تغيير جذري على جميع المقاييس، السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية، والقادم ترسمه الانامل البنفسجية، وما تولده الصناديق هو الذي يحقق مستقبل أفضل، وهناك وجوه جديدة وأفكار جديدة وسياسات جديدة، وأحزاب جديدة من الداخل، وهناك تغيير حقيقي في فكر وعقلية الطبقة السياسية الوطنية، التي ستكون الحجر الأساس للحكومة القادمة.