23 ديسمبر، 2024 5:54 ص

السودان والجزائر واشكالية حكم العسكر

السودان والجزائر واشكالية حكم العسكر

رغم الفشل الذريع لنظامي بوتفليقة والبشير، رغم امتلاء شوارع مدنهم بالمتظاهرين السلميين ، إلا أن ذيول النظامين لا زالت تحاول إملاء منطلقات وأفكار النظامين على الناس ، وعلى ما يبدو أن الجيش في الجزائر ومثله الجيش في السودان يريدان امتصاص الضربة التي وجهها الشعب في كلا البلدين لحاكميهما اللذان امضيا عقودا في السلطة تسبب كل منها في تأخر سافر لحياة الشعبين سييما وان الجزائر دولة نفطية والسودان دولة معادن وزراعة ، غير ان الفساد هو العامل المشترك بين النظامين خاصة وان فساد العسكر هو أخطر اشكال الفساد لان سلاح الجيش سوف يوظف ضد الشعبين ، وهذا ما ظهرت بوادره في الجزائر حيث تتمسك قيادة الجيش بالطريق الدستوري ، في حين ان الشعب يريد الطريق السياسي لان الدستور في مواده الحالية سيبقي رموز النظام القديم وينقلهم بكل أمراضهم وفسادهم للمرحلة القادمة ، اما الجيش في السودان فبرغم كل هذه المظاهرات لا زال يعد نفسه وصيا على مستقبل البلد ، ويحاول ضباطه ايجاد مركز مهم لهم على الساحة السياسية التى يطالب فيها الشعب بالحكم المدني وابعاد الجيش الى ثكناته .
ان الوصاية العسكرية لم تعد مقبولة كما هو الحال في حالة التحرر من الاستعمار القديم في الخمسينات والستينات ، إنما الأمر بات يتطلب عقلية جديدة تنسجم وتطلعات الشباب ،،،خاصة بعد فشل تجارب العسكر في كل دول الوطن العربي،،، عقلية تؤمن بأن رياح التغيير هي مادية صرفة وليست روحية نابعة من افكار طوبائية قامت على الافكار القونية المجردة عن الحلول العملية البركماتية، ان شباب اليوم لا يرفع شعارات وطنية خاوية ، بل شعارات تطالب بالعمل والانتاج والبناء ، هذا الشباب الذي بدأ ينبهر بتجارب الصين وكوريا الجنوبية وسنغافورا، تلك الدول التي اقبلت مع دول الشرق نحو التغيير ، ولكن بسبب العسكر ومن بعدهم الاحزاب القومية والدينية صار الشرق مزبلة ترمي فيه الدول الصناعية ما يفيض من سلعه الرديئة ، عليه على الجميع ان يعلم ان الثورات ستستمر ما دامت الوجوه القديمة هي المتصدية للمشهد السياسي في لبنان والجزائر والسودان ، بل قل في جميع الدول العربية….وعلى العراقيين ان يصحوا هم الآخرين على زمانهم….والحليم تكفيه الاشارة…