السودان في حرب الجنرالين من أجل السلطة خدمة للمخططات الامبريالية و الصهيونية و الشعب السوداني يدفع الثمن من هذه الحرب المدانة ٠
في جمهورية السودان و المتعارف عنها جغرافيا هي تقع في القارة السمراء أفريقيا و هي فعلا سلة الغذاء لافريقيا، لما فيها من الثروة الحيوانية و كذلك أرضها المعطاء في الزراعة و وجود نهر النيل العظيم ، ويتمتع السودان بموقع جغرافي وله ميناء على البحر الأحمر بور سودان ، و هو عضو فعال في الجامعة العربية ، و لكن السودان ابتلى في الانقلابات العسكرية بدء من انقلاب الفريق ابراهيم عبود ، و قامت الأنظمة الدكتاتورية التي جاءت بعد انقلاب جعفر نميري صاحب صفقة الفلاشة مع دولة الكيان الصهيوني ، قد اراد العسكر إنهاء حكم النميري بأنقلاب عسكري قام به هاشم العطا ورفاقه ، وابوبكر النور و لقيت الحركة تضامن جماهيري واسع لتغير الوضع في السودان وتم اعتقال النميري و قدر للحركة أن تفشل و ذلك بفعل العقيد معمر القذافي زعيم ليبيا ، عندما انزل الطائرة التي كانت تقل الثوار ، وسلمهم إلى نظام النميري بعد أن هرب من المعتقل وتم اعدامهم ، وكانت الحركة قد حصلت على تأيد ودعم الحزب الشيوعي السوداني بقيادة عبد الخالق محجوب ولجنة الحزب المركزية و المكتب السياسي للحزب و تم اعتقال القادة ومنهم عبد الخالق محجوب امين عام اللجنة المركزية للحزب و القائد العمالي الشفيع أحمد الشيخ و جوزيف كرنك ، و جرت محكمتهم بمحكمة عسكرية شكلية و تم إصدار أحكام الإعدام و نفذت الأحكام بهم ، و لو قدر لهذه الحركة النجاح لتم حل المشاكل المجتمعية في السودان ومنها القضية القومية في دارفور ، و اما انقلاب الجنرال سوار الذهب و الذي أنهى حكم جعفر نميري ، ولكنه لم يقبل بالسلطة و أراد تسليمها لتكون دولة مدنية ، تنجز مهمات اقتصادية و اجتماعية لتغير الأمور في أقامة دولة ذات سيادة و لكن العسكر لم يقبلوا و جرت محاولة من قبلهم ، و استلمها العسكري عمر حسن البشير وحولها إلى نظام ديني ، قريب لحزب أخوان المسلمين علما بأن هناك مسحيين يعيشون في جنوب السودان مما طالب العقيد جون كرنك بانفصاله عن السلطة المركزية ، و تمرد على السلطة و قاتلها لحين حصل جنوب السودان على حكم ذاتي و أصبح لها كيان مستقل ، و اليوم بعد أن خرجت جماهير الشعب السوداني بتظاهرات عارمة في الخرطوم وأم درمان و كل محافظات السودان ، كانت تهتف بسقوط حكم العسكر شاركت في هذه التظاهرات كل القوى الوطنية السودانية ، واحزابها و منظماتها المهنية من المحامين و الأطباء و المهندسين ، وقد لعب الحزب الشيوعي السوداني دورا هاما في قيادة التظاهرات و صياغة الشعارات الوطنية ، من أجل لقمة عيش الشعب السوداني وسيادة الوطن ، و كانت التظاهرات تطالب بحكومة مدنية و أسقطت حكومة عمر البشير والذي نخرها الفساد الإداري والمالي و فرطت بوحدة الأراضي السودانية و شارك الجيش الشعب في انتفاضته ، و قامة حكومة بقيادة حمدوك و لكن المجلس العسكري بقيادة الجنرال عبد الفتاح البرهان تامر على الانتفاضة ، وقدم حمدوك استقالته و أصبحت السلطة كلها بيد المجلس العسكري والذي يقوده البرهان باسم مجلس السيادة ٠
واليوم القتال القائم بين الجنرالين البرهان يقود الجيش ومحمد حمدان دقلو المعروف بأسم( حميدتي ) يقود قوات التدخل السريع و وقود هذه الحرب هم من الطرفين أبناء الشعب من المجندين و كذلك المدنيين و الذين تساقطوا في ساحات الحرب وازقة الخرطوم ، نتيجة القصف العشوائي، بالمئات من القتلى و بالألف من الجرحى ، والمستشفيات دمرت و بعضها اغلقت نتجة قلة الكادر الطبي و هروبه نتيجة قصف المنشأت الطبية ، وعدم وجود الادوية ، و الجثث في الشوارع و الازقة في الخرطوم هولاء القادة هم يريدون تسليم السودان الغني بثرواته الطبيعية الذهب واليورانيوم إلى الامبريالية الأمريكية ودولة الكيان الاسرائيلي متسابقين من يفوز بهذه الجولة ، و لكن الشعب السوداني يعاني من حربهم الأمرين، لا ماء للشعب للشرب ولا كهرباء خيم الظلام على العاصمة الخرطوم ومدن بحري و لا وقود و ارتفعت اسعار السلع الضرورية والغذاء ورغيف عيش المواطن أصبح من الصعوبة بمكان الحصول عليه و كذلك حليب الأطفال ، الأسعار للمواد الغذاية كالدقيق و الرز و الزيت خيالية ، أصبح الكثير من الناس يهربون مشيا على الأقدام إلى مناطق بعيدة عن القتال والسودانين شعب طيب ومضياف و كلهم متضامين متكاتفين مع بعضهم يتقاسمون العيش ( رغيف الخبز ) و قسم منهم هجروا البلد إلى بلدان الجوار ، و البعثات الدبلوماسية اغلقت سفاراتها و رحلت رعاياها هربا من الموت ٠
وقد اصدرت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني في بداية الأحداث بيانا هذا نصه :
بيان إلى جماهير شعبنا
الصدام العسكري المكثف العنيف المتبادل بين جنرالات اللجنة الامنية و القوات التابعة لهم يضع جماهير شعبنا تحت خطورة و رعونة مطامع القوى المعادية للثورة و للمزيد من سفك الدماء ٠
هذا الصدام نتيجة للانحراف القوى العسكرية و المدنية التي تصدت لقيادة البلاد وحكمها منذ بداية الثورة في أبريل 2019 إلى الآن ٠
ضحية استمرار العنف و العنف المضاد هي الجماهير الشعبية الصامدة والتي ظلت تناضل من أجل استمرار الثورة و الوصول الى السلطة المدنية الديمقراطية الكاملة ، طريق العودة إلى الحياة الطبيعية يبدأ بالايقاف الفوري الشامل لتبادل إطلاق النار وخروج الجيوش و المليشيات من المدن والقرى و البعد عن تجمعات المواطنين في القرى و الأرياف ٠
ما يجري الان هو استمرار للصراع حول السلطة و ثروات البلاد بتشجيع من بعض القوى الأجنبية وتنفذه الجيوب المسلحة لهذه القوى الخارجية ٠ البدايات الدموية واستمرارها هو ما كان يحذر منه حزبنا و أدي و يؤدي إلى ارباك وترويع المواطنين ٠
وفي هذا الإطار يرى الحزب ضرورة في حل جميع المليشيات وجمع السلاح المنتشر في المدن والأرياف و إعادة تكوين الجيش الوطني القومي المهني الموحد ٠
يدعوالحزب الشيوعي السوداني إلى تراص الصفوف من أجل وقف إطلاق النار الفوري وخروج الجيوش و المليشيات و إنقاذ البلاد من صراعات الجنرالات الدموية ٠
وحدة شعبنا وكل القوى الوطنية و قوى التغير الجذري و لجان المقاومة حول أهداف الثورة و إعادة السلام والأمن و الاستقرار هو مطلب الساعة ، و الأرضية الوحيدة للخروج من الأزمة الحالية لاسترداد الثورة و تأسيس سلطة الشعب ٠
حرية سلام و عدالة ومدنية قرار الشعب ٠
وفي هذا الإطار يتوجه الحزب الشيوعي السوداني لشعوب العالم و القوى الديمقراطية و الشيوعية لرفع رايات التضامن مع نضال الشعب السوداني وغل يد القوى المعادية لثورة ديسمبر المجيدة ٠
اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني في اجتماعها المعقد بذات التاريخ 15 أبريل 2023 م ٩9
أن شعب السودان اليوم يعاني من اقتتال العسكر بينهم ، و شعبه يدفع ثمن الاحتراب و الصراع من أجل السلطة، و بدفع من قوى اجنبية لها مصلحة بتفتيت وحدة السودان و نهب ثرواته، لذا أن كل القوى الديمقراطية و الشيوعية مدعوه لرفع صوتها من أجل وقف القتال والعودة إلى الشعب في أقامة حكومة مدنية ، و عودة العسكر إلى ثكناتهم للدفاع عن سيادة البلد ٠