السودان، بلد عربي أفريقي , يقع في شمال شرق أفريقيا، يتميز بتنوعه الجغرافي وثراءه التاريخي والثقافي. يحده من الشمال مصر، ومن الشرق البحر الأحمر، ومن الجنوب جنوب السودان، ومن الغرب تشاد وليبيا وجمهورية أفريقيا الوسطى، مما يمنحه موقعاً استراتيجياً هاماً.
الموقع والجغرافيا:
السودان يعتبر جسراً طبيعياً بين القارتين الأفريقية والآسيوية، مما يجعله محطة تجارية هامة منذ العصور القديمة. يمتد النيل عبر السودان، مما يجعله مصدراً رئيسياً للمياه ومهماً للزراعة والثقافة. تشتهر المدن الرئيسية في السودان، مثل الخرطوم وعطبرة وبورتسودان، بتاريخها الطويل وتأثيرها الثقافي البارز.
الحدود:
تشكل الحدود جزءاً أساسياً من تشكيل الهوية الوطنية لأي دولة, تمتد الحدود السودانية لآلاف الكيلومترات، وتختلف في طبيعتها وتحديداتها, آذ تشهد بعض المناطق حدوداً طبيعية مثل نهر النيل، في حين يتم تحديد الحدود الأخرى بواسطة اتفاقيات دولية أو اتفاقات ثنائية مع الدول المجاورة, يعتبر الوضع الحدودي في مناطق مثل دارفور وكردفان التشكيلات الدولية والقومية والعرقية والقبلية والدينية، مما جعلها مناطق تشهد توترات متكررة.
النفوس:
يمتاز السودان بتنوع ثقافي ولغوي وعرقي كبير، حيث يسكنها مجموعة متنوعة من القبائل والمجتمعات, يتحدث السكان السودانيون العربية والإنجليزية، بالإضافة إلى اللغات الأفريقية المحلية مثل النوبية والفرساوية والبجا, وتعد الثقافة السودانية مزيجاً من التقاليد القديمة والتأثيرات الدينية والثقافية الإسلامية والمسيحية والتأثيرات الغربية الحديثة.
بالاعتماد على هذه العوامل، يظهر السودان كبلد يتمتع بتنوع جغرافي وثقافي غني، ولكنه يواجه تحديات كبيرة من حيث إدارة موارده وتحقيق التنمية المستدامة والتعامل مع التوترات الداخلية والخارجية. من المهم فهم هذه الجوانب المختلفة لفهم السودان بشكل أفضل وتعزيز التعايش السلمي والتطور المستدام في هذا البلد الواعد.
التدخلات الخارجية :
قالت وزارة الخارجية السودانية مؤخراً ، إن السودان يملك أدلة على استقبال مطارات تشاد لأكثر من 400 رحلة طيران تحمل عتادًا حربيًا لقوات الدعم السريع من الإمارات.
وجاءت تصريحات وزير الخارجية السوداني المكلف حسين عوض ردا على نظيره التشادي محمد صالح النظيف، الذي تحدث في مقابلة مع قناة الجزيرة مباشرة ، نافيا بشدة دعم بلاده لقوات الدعم السريع مطالبًا السودان بتقديم أدلة على هذه المزاعم.
وقال الوزير حسين عوض علي، حسب بيان عن الوزارة : إن الدعم التشادي للمليشيا “أوضح من شمس النهار”.
وأضاف “تشاد خصصت مطاري أم جرس وأبشي لاستقبال الرحلات الجوية التي تنقل الأسلحة والعتاد العسكري للميلشيا الإرهابية من دولة الإمارات”.
وتابع “رحلات نقل الأسلحة والعتاد تزيد عن الـ 400 رحلة، رصدتها الأجهزة الوطنية السودانية والدولية المتخصصة بتفاصيل الطائرات الناقلة والمسارات التي اتخذتها وتواريخ وصولها وتفريغها”.
وأفاد بأن الجيش تعامل مع بعض القوافل التي تنقل الأسلحة من تشاد بعد دخولها الأراضي السودانية، كما رصدت الأجهزة المختصة في الأيام الماضية وصول مركبات عسكرية إلى تشاد عن طريق ميناء دوالا الكاميروني وجهتها النهائية لقوات الدعم السريع.
واتهم الوزير حكومة إنجمينا بترتيب وتنسيق مشاركة المرتزقة من الدول التي لا يمكن الوصول منها إلى السودان إلا عبر تشاد، حيث لقى عدد كبير من المرتزقة التشادين أو الذين دخلوا للسودان عبر تشاد حتفهم أثناء قتالهم إلى جانب الدعم السريع كما أن بعضهم في قبضة السلطات.
وتابع: “المليشيا المتمردة نفسها ساهمت في بث فيديوهات لمآتم بعض هؤلاء القتلى من المرتزقة من تشاد ودول أخرى مجاورة لها”.
وقال وزير الخارجية السوداني إن تشاد ظلت مقرًا لقيادات قوات الدعم السريع، حيث تعقد فيها الاجتماعات واللقاءات وتجرى فيها عمليات التجنيد وشراء الولاء واستلام الأموال، علاوة على علاج مصابيها في المستشفيات أو الترتيب لسفرهم لتلقي العلاج.
الحرب اللعينة :
منذ أن اندلعت الحرب العبثية اللعينة في السودان بين الجيش، وبين قوات الدعم السريع قبل أكثر من عام من الآن، كانت – دولة الإمارات العربية المتحدة – تزود قوات الدعم السريع بالسلاح، والعتاد الحربي، واللوجستي، وبعلم قادة الجيش، والحكومة السودانية، ولم تتحرك الحكومة وقتها ممثلة في الخارجية السودانية، أو قادة الجيش لإيقاف هذا الدعم، لأن أمريكا كانت تريد للحرب أن تستمر حتى تحقق لها ما تريده من إبعاد النفوذ البريطاني عن السودان، وحتى يحدث توازن للقوى بين الجيش وبين قوات الدعم السريع. وكل تصريحات المسؤولين الأمريكان منذ بداية الحرب إلى اليوم تركز على أن لا حل عسكري للصراع، وحصرت جميع أوراق اللعبة بيدها، ولم تسمح لرجال بريطانيا وعملائها بالاشتراك في حل الأزمة المصطنعة، وجعلت منبر جدة بالسعودية، المنبر الوحيد للمفاوضات.
إذاً ما هو الجديد في تصعيد اللهجة ضد الإمارات في هذا التوقيت، حيث بدأت أمريكا بالحديث عن تمويل الإمارات لقوات الدعم السريع، وأوعزت لعملائها من قادة العسكر بالحديث علنا عن تمويل الإمارات للدعم السريع، والذي سكتوا عنه شهورا، ثم بدأت اللهجة ضد هذا الدعم تتصاعد الآن؟.
الإجابة واضحة: لقد وصلت قوات الدعم السريع للكفاية من التسليح، وربما تترجح كفتها على الجيش، وهو ما لا تريده أمريكا، ولكن بريطانيا والإمارات تطمعان في استمالة الدعم السريع، وتغريانه بالانتصار على الجيش، وهو ما يفسر هذه الهجمة على بريطانيا والإمارات.
وما يؤكد أن أمريكا هي من أعطت الضوء الأخضر للإمارات بتزويد قوات الدعم السريع حتى لا ينتصر الجيش عليه، هو ما أورده موقع الحرة في 1 مايس 2024، من قول السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس للصحفيين قائلة: “نعلم أن كلا الجانبين يتلقيان الدعم سواء بالأسلحة، أو بغيرها لتعزيز جهودهم لمواصلة تدمير السودان. نعم تواصلنا في هذا الصدد مع الأطراف بمن فيهم زملاؤنا من الإمارات”.
وهكذا يتبين، للأسف، أن بلاد العرب والمسلمين ومنها السودان، ما زالت ملعباً يتصارع عليه المستعمرون، سواء الأمريكان أو البريطانيون، ويشترك معهم في ذلك بعض الحكام العرب الذين يحاولون تحجيم جيش السودان لصالح القوى السياسية العلمانية المحلية في السودان .
وبالمقابل تصطنع قيادة الجيش السوداني تمثيلية لتوهم الناس أن الجيش منقسم إلى جيش وقوات دعم سريع، حتى تتفرد بالمشهد السياسي بالكامل.. فإلى متى تبقى بلاد العرب ومنها السودان كالكرة وتقاذفها أعداء العروبة والإسلام يمينا وشمالا.
إن النزاع الدائر في السودان أسفر لحد الأن عن مقتل 15 الفسوداني، ونزوح 8 ملايين فرد، منهم مليونا شخص لجأوا إلى دول الجوار.
ويُتهم الجيش بشن غارات جوية على أهداف مدنية أودت بحياة مدنيين، فيما تلاحق قوات الدعم السريع اتهامات بارتكاب جرائم إبادة جماعية، وتهجير قسري، وقتل، واختطاف المدنيين وتعذيبهم، علاوة على العنف الجنسي.
المصادر/