18 ديسمبر، 2024 10:16 م

السوداني مستقيل لا مُستقل

السوداني مستقيل لا مُستقل

صاحب صحيفة “ العدالة ” البغداديّة «عادل عبدالمهدي» لا ينسى في فرنسا «فرنسوا مورياك François Mauriac» وُلد في بوردو في 11 تشرين الأوَّل 1885م وتُوفي في الأوَّل مِن أيلول 1970م، صديق الجَّنرال ديغول، عضو الاكاديميّة الفرنسيّة عام 1954م. اشهر رواياته ” Thérèse Desqueyroux ” (عام 1927م) و ” صحراء الحُبّ Le Désert de L’Amour The Desert of Love ” (عام 1925م). كان ينشر مقالته الاُسبوعيّة 1935 La Vie de Jésus في صحيفة لو فيگارو Le Figaro الباريسيّة اللّيبيراليّة
المُحافظة، بعنوان الطُّهرانيّة الشَّرعيّة Épuration légale “ مُفكّرَة Penser ” جُمعت في كتاب بعُنوان Journal.
في نيسان 2003م حلَّت الحكومات المُنصرفة إلى تصريف أعمال محل دكتاتوريّة «صدّام»، لم تفعل سوى استدامة الفساد والفشل والقتل. ثورة تشرين وادي الرّافدين ترفض المُستقيل «محمد شياع السّوداني» وتُريد تغيير النظام بمُستقل. في نيسان الماضي جَنوبيّ وادي النيل، أطاح الجَّيش السّوداني رئيس انقلاب ماقبل 30 عاماً عام 1989م العسكريّ الإسلامويّ «عُمر البشير»، وأدانت محكمة سودانيّة، أمس السّبت، الرَّئيس البشير؛ بالفساد وحيازة مبالغ بالعُملة الأجنبيّة بصورة غير مشروعة، وقضت بإيداعه مُؤسّسة الإصلاح الاجتماعي لمُدّة عامين. في أوَّل حُكم قضائي على البشير الَّذي جُلب في قفص حديدي بالزَّيّ السّوداني التقليدي (الدّشداشة البيضاء والعمامة البيضاء)، وفي وادي الرّافدين ثورة شابّة شبّت مع حرائق العراق ودشداشة وعمائم بيضاء وسوداء ومُؤسَّسات للإصلاح والتقييم والتقويم الإسلاميّ والمدني. نظير العراق، السّودان سلَّة غذاء إفريقيا، مِن الأقطار الأكثر تضرّراً بالفساد، ويحتل المرتبة 172 مِن جُملة 180 قُطر بينهُم العراق وفق مُؤشر مُنظَّمة الشَّفافيّة الدّوليّة Transparency International يُرمز لها إختصارً TI مُنظمة دوليّة غير حكوميّة. يتضمَّن الفساد السّياسيّ وسواه. وتُعرَف عالميّاً بتقريرها السّنويّ، مقرّها الرَّئيس في برلين، ألمانيا ولها مائة فرع حولَ العالَم. رأى نائب الأمين العام لهيأة مُحامي دارفور «آدم راشد» أن يجب مُحاكمة البشير على جرائمه سواء كانت صغيرة أم كبيرة، مُؤكّداً أن مُحاكمته بشأن الفساد قضيّة صغيرة جدّاً قياساً بالجّرائم الَّتي ارتكبها في دارفور. وأن ضحايا جرائمه في دارفور لا يهتمون بهذه القضيّة، وليست بحجم التهم الَّتي يواجهها في المحكمة الجّنائيّة الدّوليّة International Criminal Court في لاهاي The Hague، حيث الوجه الصَّفيق سعادة السَّفيه السَّفير مُزيّف واقع داخل العراق في الخارج للعالَم الرّافض لحقيقة الفساد والفشل والشَّلل والقتل. وقد أصدرت المحكمة الجّنائيّة الدّوليّة مُذكرات اعتقال بحق البشير لدوره في النزاع الذي اندلع في إقليم دارفور عام احتلال العراق 2003م، عندما حملت السّلاح مجموعات تنتمي لأقليّات ذات اُصول إفريقيّة ضدّ حكومة انقلاب البشير الّتي ناصرتها القبائل العربيّة تحت دعاوى تهميش الإقليم سياسيّاً واقتصاديّاً وصولاً لانفصال جَنوبيّ السّودان على أساس ديني إفريكاني. محكمة لاهاي عُيونُنا إليها ترحل كُلّ يوم، كُل يوم مُسمَّرَة على مسامير بوّابتها؛
“ تدور في أروقتها تبحث عن حُلَفاء وخُلفاء صدّام. خُلفاء حزب دُعاة القائد الضَّرورة أبي إسراء والسّودانيّ، يا درب مَن مرّوا إلى السَّماء، نُصلّي لشُهداء شبيبةِ تشرين وقُدس العراق. لأجل مَن تشرَّدوا، لأجلِ أطفالٍ بلا منازل، لأجلِ مَن دافع واُستشهد في الدّاخل، واُستشهد السَّلام في بغداد مدينة السَّلام ومقبرة واد السَّلام، وسقط وزير العدل شياع السّودانيّ في الدّاخل. الغضبُ السّاطع آتٍ وأنا كُلّي ايمان، سأمرُّ على الأحزان، مِن كُلّ طريق آتٍ بجياد الرَّهبة آتٍ، و كوجهِ الله الغامر آتٍ آتٍ آتٍ. لن يقفل باب مدينتنا، سأدقُّ على الأبواب وسأفتحها الأبواب، و ستغسل يا نهر دَجلة وجهي بمياهٍ فُراتيّة، و ستمحو يا نهر دَجلة أثار القدم الهمجيّة، و سيُهزم وجه القوّة، السّوحُ لنا، بغدادُ لنا، و بأيدينا سنُعيد بهاء قُدس العراق كركوك والبصرة. الآن شهر ربيع الثاني 1441هـ مُنتصف كانون الأوَّل 2019م وليس غداً ”.
فصول “ممالك النار kingdoms of fire”، واحتلال الأتراك والفرنسيين لمصر وثورة 14 تُمّوز فرنسا- العراق “حرّيّة مُساواة تآخ Liberté Egalité Fraternité”. “حركة فرنسا المُتمرّدة La France Insoumise” الصّداري الصُّفر Les gilets jaunes وشِعارها: “لا تمسّ المحفظة Ne touchez pas au portefeuille”. وحذر النائب عن تحالف “سائرون” «أمجد العقابي»، الجُّمُعة، رئيس التشريفات المُكلَّف «برهم صالح» مِن التعاون مع احزاب السّلطة دُعاة المُحاصصة ضدّ حراك الجَّماهير و”الانجرار” لمُحاولتهم العودة مِن الشّباك بعد ان رفضهم الشّعب وألبسهم الباب “أسفنا على مَن يُنادون بالعلن انهم مع الجَّماهير وضدّ المُحاصصة وهم بالخفاء اتفقوا على دعم المُحاصصة وهم يعرفون انفسهم جيّداً والشَّعب عرفهم ايضاً. كفانا ضحك على الذقون فهذه السّيناريوهات الباهتة ما عادت تنطلي على الشَّعب العراقي، وهؤلاء السّياسييون الطّائفيون دُعاة المُحاصصة الحزبيّة يضحكون على انفسهم وليس على الشَّعب، ومَن تمّ تقديم الوعود له والتوافق على ترشيحه لشغل منصب رئيس مجلس الوزراء؛ فعليه العودة إلى صوابه فهذا حلم سيستيقظ مِنه على غضب الشّارع وسيدفع كُلّ مَن شارك بهذه المُؤامرة الثمن غالياً أمام الشَّعب الغاضب المظلوم عاجلاً أم آجلا”..
https://aawsat.com/home/article/2036106/خالد-القشطيني/مستقبل-العلم-بثمن-دجاجة
واتهمت المحكمة الجنائيّة الدّوليّة البشير بارتكاب جرائم الإبادة الجَّماعيّة وجرائم ضدّ الإنسانيّة وجرائم حرب لدوره في النزاع الّذي خلَّف وفق الاُمم المُتحدة 300 ألف قتيل وشرد 2.5 مليون شخص مِن منازلهم. وردَّ انقلاب البشير باستخدام مجموعات اعتمدت سياسة الأرض المحروقة ضدّ مَن تتوهَم أنهم يُظاهرون المُتمرّدين بحرق القُرى ونهب المُمتلكات واغتصاب النسوة، وفق مجموعات حقوقيّة.