حتى لايعتقد السيد السوداني اننا شعب من الاغبياء لانقرأ ولا نكتب ولسنا ” مفتحين باللبن ” ، نقول له ان خطابك المسجل لم يكن الا مجموعة جمل انشائية صدّعتم بها رؤوسنا وفضيلتها الوحيدة انها كشفت لنا ، الى ابعد حدود التجلي ، الحقيقة التي حفظناها عم ظهر قلب ، كتلك الجمل التي تتساءل عن ” الى متى يبقى البعير على التل ” و الترحيب بـ ” قدوري زارنا ” و ” دار دور ” !!
خطابك دولة الرئيس لم يفرق بين الوجب ، الذي يمكن ان يقوم به رئيس بلدية، والمنجز الذي من المفترض ان نفخر به من حكومة ” الخدمات ” التي قدمّت لنا جسوراً ومجسّرات آيلة للسقوط حالها حال العملية السياسية في البلاد !
فيما تغرق البلاد بمستنقعات فضائح الفساد الكوني ، الذي فاق تصورات ومخيلات اللصوص، والتنصت وكشف الصراعات بين اجهزة الدولة، تتحدث لنا سيادتكم عن ترميم مدارس مازال بعضها مدارساً طينية !
فاتك ، وانت المطحون بأنياب الاطار التنسيقي ، ان تحدثنا عن مهلة الاسبوعين التي هللنا لها باسترجاع اموال منهبة القرن التي مازالت ساخنة ومتفاعلة ، ولكن بعد ان طار العصفور الى شجر مجهول الاقامة والاعشاش ، فيما يماط اللثام عن منهبة جديدة وأقمش في السكك الحديد وللعصفور نفسه الذي حصد المليارات وعبر الحدود مع ” سلام مربع للجدعان ” كما يقول الاخوة المصريين !
ونذكرك دولة الرئيس ان القضاء العراقي قد أجل محاكمة الحوت العراقي نور زهير حتى الواحد والعشرين من تشرين الثاني وهو يوم حظر التجوال في البلاد بسبب ممارسات التعداد العام للسكان ..فيا للفوضى !
قاتك دولة الرئيس المحترم أن تقول لنا شيئاً عن السلاح المنفلت تحت مسميات المقاومة والعشيرة والاحزاب المتأسلمة ، السلاح الذي يعتقد كل عراقي ان قرار الحرب والسلم بيده وليس بيد حكومتك الموقرة !
وفاتك مع مستشاريك المزدحمين بمكاتبهم وامام شاشات الفضائيات ، الحديث عن الدولار المنفلت والموازي والمهرب والمحمي من الاحزاب الذي يتلاعب بالحياة الاقتصادية ولقمة الفقراء في هذا البلد الأمين !!
تضحك علينا دولة الرئيس وتبشّرنا بالتعديل الوزاري ، ولكن بعد ان يستقر مجلس النواب الموقر على رئيس له ضائع منذ أشهر بين ملفات الصفقات المؤجلة والفاسدة أيضاً ، وبذلك تقربنا اكثر فاكثر من المثل الشعبي العراقي ” موت يازمال لمّن يجيك الربيع ” ..الربيع القادم من سوق النخاسة السياسية !
دولة الرئيس ” رحمه لوالديك ” خطابك صعّد لدينا مستويات السكر والضغط وفقدان الأمل بأي ربيع قادم وان كان على ظهر حمار !
ونقول لك :
نحن شعب ” مفتح بالتيزاب ” وليس باللبن ، وان تجربة عقدين من الزمن ضاعت فيها كل معايير النجاح فضاعت فيها الحكومات وانتجت لنا دولة فاشلة ..دولة لاتنقذها المجسّرات ولا اتمام المشاريع المتلكئة ولا التدليس على مشكلات البلاد الحقيقية !!