لايخفى علينا ان اول مايتلقاه الطفل, في بداية حياته, من تعلم فن الأدب والأخلاق هو الموروث الشعبي, سواء عن طريق أغاني المهد اوأهازيج الترقيص التي تنشدها الأم او عن طريق قصص الأجداد التي تعلق في ذهنه وذاكرته.
في هذه المراحل نجد أن الطفل يميل الى الخيال, فيجد في عالمه المادة الخصبة, التي ينجذب نحوها, وينصت بكل حواسه ومشاعره اتجاهها, ويسرح في ذلك العالم الواسع.كل هذا فيما سبق قبل الثورة الكترونية وعالم الأنترنيت, كانت حكايات الأم والعمة والجدة, هي الملاذ والمتنفس الوحيد, الحديث عن شخصيات خيالية ذات تاثير في تاريخنا القديم والحديث, فتح المجال وأطلق العنان لمخيلتنا, في السؤال عن كل شاردة و وارده تحيط بتلك الشخصيات, فقصة أبطال ثورة العشرين, وخلع باب خيبر, وبطولات خيالية للنسر الذي يحمي الفقراء من بطش الظالمين, وغيرها كثير, لازالت عالقة في أذهاننا نحكي بعض منها لأنفسنا بعد أن هجرها أولادنا.
ولدت تلك الروايات والقصص, افق واسع للخيال لدى اطفال جيل ماقبل الأنترنيت, فعندما نقارن المستوى العلمي والأدراك الفهمي لتلك المرحلة, نجد انه لاتوجد مقارنه مع مايوجد اليوم من مواقع التواصل الأجتماعي الحديث كما يعبر عنه.
الطفل في عالمنا الحديث يعاني من أمراض نفسية وأجتماعية كبيرة, حتى بتنا نسمع عن وجود حالات أنتحار لدى الأطفال, نتيجة لأدمانهم مشاهدة القصص والافلام الكارتونية الدخيلة على تقاليدنا, فمرض التوحد أصبح صفة ملازمة لأغلب العوائل نتيجة لجلوس الأطفال تحت تأثير التلفاز ومسلسلات الكارتون, وانشغال الابوين في الأنترنيت , ومقاطعتهم للأطفال وعدم التحدث معهم لساعات طويلة وانشغالهم في العمل جعل الطفل الضحية الاولى لهذا المرض.
وزارة التربية, وعدم أهتمامها بموضوع المورث الشعبي الحكائي, في قصص الأطفال ومايحمله, من ترسيخ, للعادات والتقاليد الأسلامية, ولكون هذا الموروث يمثل أرثاً أنسانيا يجب العمل على حفظه, وديموموته, فمن خلاله نغرس في أطفالنا القيم والخلاق النبيلة, وتنمية حب الوطن والوحدة الاسلامية وكذلك تنمية الأحساس بالفن والجمال وتحسين الذوق العام.
أطفالنا بعد عشرات السنيين من القتل والدمار والأرهاب, بحاجة الى التفافة من المسؤولين لتغير بعض المفاهيم الطارئة والدخيلية على مجتمعنا, فبعد أن كنا ننشد عش في علوا أيها العلم فأنا بك بعد الله نعتصم, اصبح في كل مدرسة وصف علم لحزب اوكيان سياسي خاص به, وبعد مسلسل السندباد ومغامراته الجميلة التي يطوف بها العالم من أجل مساعدت الأخرين, أصبح أطفالنا يتشبثون بالحبال من أجل تقليد الرجل الوطواط اومستربن,نحن مع الحداثة فلدينا أبطال قدموا من التضحيات والبطولات بأمكاننا أن نجعل منهم أبطالا لمسلسلات كارتونية اوقصص أطفال تحكى لأطفالنا القوات الأمنية والحشد الشعبي انموذجا, حالة تحتاج الى وقفة من الجميع.