23 ديسمبر، 2024 3:47 ص

السنة والشيعة ” من يكفر من “

السنة والشيعة ” من يكفر من “

تمهيد :
كانت ولا زالت المذاهب والفرق الأسلامية بعضها يكفر البعض الأخر ، فأول الأمر كان الخلاف بين السنة والشيعة فقط ، كمذهبين رئيسيين ، ولكن الأمر فيما بعد أخذ يشمل باقي الفرق ، كالصوفية والأحمدية والنصيرية والأسماعيلية والزيدية والعلوية والدروز. وهذا المقال هو مجرد أضاءة للخلاف السني الشيعي بالعموم ، دون الخوض في خلافات باقي الفرق .

الموضوع :
1 . بداية أود أن أبين ، أن الشيخ الأزهري أحمد كريمة ، كان قد أوضح : ( يقول حول الخلاف السني الشيعي ” أن الأصول والعقائد بينهما هي واحدة . فعلماء كل طائفة كان لهم رأي مخالف في مسألة معينة وكل عالم تعصب لطائفته ، ومن بين أهم نقاط الخلاف هو : العصمة والصحابة والتقية وزواج المتعة والميراث ” ) . ولكني أرى أن حقيقة الأمر ، وما يجري على الملأ ، ليس كما قيل وما يقال ، فلكل منهما منهج وفقه ومعتقد وأصول دين خاص به ، لا يمكن أن يجتمعا أبدا ، وما يجري بينهما في المناسبات واللقاءأت هي مجرد ” ذر الرماد على العيون ” ! .

2 . يرى الفقهاء الشيعة ، أن التشيع هو الإسلام ذاته ، ويرون أن المسلم يجب أن يتشيع ويوالي علي بن أبي طالب . ويذهب د . أحمد الوائلي 1928 – 2003 / خطيب وأديب عراقي ، أبعد من ذلك ، فيقول في مقال له منشور في موقع / مركز الأشعاع الأسلامي ( أن الأدلة التاريخية متوفرة على وجود الشيعة منذ أيام الرسول : يقول محمد عبد الله عنان في كتابه ” تاريخ الجمعيات السرية ” عند تعليقه على الحادثة التي روتها كتب السيرة ، حين جمع النبي عشيرته عند نزول أية ﴿ وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ / 214 سورة الشعراء ﴾ ، ودعاهم إلى اتباعه فلم يجبه إلا علي فأخذ النبي برقبته وقال : هذا أخي ووصي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا الخ . علق عنان بقوله : من الخطأ أن يقال إن الشيعة إنما ظهروا لأول مرة عند انشقاق الخوارج بل كان بدء الشيعة وظهورهم في عصر الرسول حين أمر بإنذار عشيرته بهذه الآية ) . * ولكني أرى أن ما ذكر في هذه الرواية ، قيل من باب صلة الرحم التي بين الرسول وعلي ، ولو كان الحال كما يقول عنان في كتابه أعلاه ، فهذا يعني أن الرسول شق الأسلام في مهده الى شقين ! ووجه الأنظار الى أبن عمه ! ، أي وكأن محمد يقر بوجود : أتباع محمد وشيعة علي ، وليس من المنطق أن يقوم محمد بذلك والدعوة المحمدية لا زالت في مهدها .

3 . الوهابيون ، لا يؤمنون بهكذا آيات وروايات ، لا بها ولا بتفسيرات فقهاء الشيعة لها ، ليس هذا فقط ، بل يكفرون الشيعة – بوضوح الشمس ، ففي موقع / الأمام بن باز ، يكفر الشيعة ( الشيعة أقسام وأنواع ، ذكرها بعضُهم اثنتين وعشرين نوعًا يعني : فرقة – لكن الباطنية منهم : كالجعفرية ، والإمامية أتباع الخميني الاثنا عشرية ، هؤلاء لا شكَّ في كفرهم ؛ لأنهم رافضة ، خصوصاً قادتهم وأئمتهم الذين يدعون إلى الشرك بالله وعبادة أهل البيت ، ويغلون في عليٍّ ، ويعبدونه من دون الله ، وفي الحسن والحسين ، ويرون أنهم يعلمون الغيب ، وأنهم معصومون ، ويدَّعون أنَّ عليًّا هو الإله ، هكذا النُّصيرية والإسماعيلية ، هؤلاء من أكفر الناس ، القادة والأئمَّة منهم والكبار . أما عامَّتهم فهم جهلة ضالون .. ) . * الوهابيون والسلفيون بهذا الأمر / تكفير الشيعة ، دوما مغالون . ولا أدري عن مدى سماعهم من أن رسول الأسلام ، كان يشدد على خطورة تكفير الأخرين ، ففي موقع / جماعة العدل والأحسان ، أنقل التالي ، حول تكفير المسلمين ( الخطر رمي المسلمين بالكفر ، وقد نهى رسول الله نعتهم بذلك ، ومن لعن مؤمناً فهو كقتله ، ومن قذف مؤمناً بكفر فهو كقتله ) . وفي نفس الموقع يذكر التالي أيضا ( وعن سوار بن شبيب قال: جاء رجل إلى ابن عمر فقال : إن ها هنا قوماً يشهدون علي بالكفر فقال : ألا تقول لا إله إلا الله فتكذبهم ) . * أي أن تلاوة الشهادة فقط تكفي أن تكون مسلما غير كافر ، ولكن المسلمين يكفرون بعضهم دون الأكتراث بالشهادة .

4 . وبذات الوقت يقول شيوخ وفقهاء الشيعة ، بتكفير من أنكر الأمامة لعلي وأولاده ، وأن مصيره النار . ومن هؤلاء : حسين الطباطبائي البروجردي في موسوعته ( جامع أحاديث الشيعة ) ، أن النبي قال : والذي بعثني بالحق لو تعبد أحدهم ألف عام بين الركن والمقام ثم لم يأت بولاية علي والأئمة من ولده أكبه الله على منخريه في النار . وينقل الشيخ عبد الله شبر ، ما نصه عن الشيخ المفيد في كتابه ( المسائل ) : اتفقت الإمامية على أن من أنكر إمامة أحد من الأئمة وجحد ما أوجبه الله تعالى له من فرض الطاعة ، فهو كافر ضال ، مستحق للخلود في النار . وقال شيخ الطائفة الطوسي : ودفع الإمامة كفر ، كما أن دفع النبوة كفر ، لأن الجهل بهما على حد واحد .

القراءة : * لم أرى من داع في الدخول في حيثيات الخلاف السني – الشيعي ، حول مسائل ك ( العصمة والصحابة والتقية وزواج المتعة والميراث ) ، وذلك لأن المصادر تعج بها ، وللأستزادة ممكن للقارئ الرجوع لها . * لا يتفق الجمعان ، ولا أمل بذلك ، فالسنة : لا تسمي الشيعة بأسمهم وأنما تنعتهم بالرافضة ( الرافضة كأصطلاح : فإنه يطلق على تلك الطائفة ذات الأفكار والآراء الاعتقادية الذين رفضوا خلافة الشيخين وأكثر الصحابة ، وزعموا أن الخلافة لعلي وذريته من بعده بنص من النبي ، وأن خلافة غيرهم باطلة – نقل من موقع أهل الدرر السنية ) . وبذات الوقت الشيعة تنعت اهل السنة والجماعة بالنواصب ( والنواصب في القاموس : النواصب والناصبة وأهل النصب المتدينون بِبُغض علي ؛ لأنهم نصبوا له ، أي عادوه .وقال الشيخ ابن عثيمين : النواصب ، هم الذين ينصبون العداء لآل البيت ، ويقدحون فيهم ، ويسبونهم ، فهم على النقيض من الروافض – شرح الواسطية 2 / 283 – نقل من موقع / الأسلام سؤال وجواب ) . * ولا عجب بهذه النعوت من قبل الطائفتين / الروافض والنواصب ، ولورجعنا الى حديث رسول الأسلام ، القائل : ( أفترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة ، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة ، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ، قيل : من هي يا رسول الله ؟ قال : من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي. وفي بعض الروايات: هي الجماعة. رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه والحاكم ، وقال : صحيح على شرط مسلم / نقل من موقع أسلام ويب ) .. وسائل يسأل ، أذا كان رسول الأسلام ، قد قال هذا في زمانه ، فهذا دليل على ما كان عليه الوضع المتردي للقوم منذ ذاك العهد ، فما حال تردي القوم في هذا الأيام ! . فالأن ليس الوضع مسالة تكفير ، ولكن الأن الكل قد تفرق وتجزأ ، أضافة للحروب بين المسلمين ذاتهم . وهنا لا بد من رسم علامة تعجب أخيرة : من هي الفرقة الناجية من المسلمين ! ، حيث أن أهل السنة قد تفرقت الى فرق ، والشيعة كذلك ! ، ومن هي الفرق التي سترمى في النار !! .