قبل أكثر من تسع سنوات قال المرجع الأول للشيعة في العراق والعالم السيد السيستاني مقولة لم يفهمها الشيعة ولم يعملوا بها على الرغم من أنهم كانوا يكررونها في كل خطاب يدعو الى مصالحة أو مهادنة أو جدال ونقاش.. قال هذا الرجل بملء فيه.. ” خطابنا هو الدعوة الى الوحدة، وكنت ولا أزال أقول لا تقولوا اخواننا السنة، بل قولوا ( أنفسنا أهل السنة ) . انا استمع الى خطب أئمة الجمعة من أهل السنة أكثر مما استمع لخطب الجمعة من أهل الشيعة ” .
مضت هذه المقولة على ألسنتنا جميعا وبالخصوص معشر السياسيين الذين ينتمون الى الطائفة الشيعية يقولونها فيفتخرون بأنهم يحملونها على ألسنتهم ولكنها لما تصل قلوبهم وعقولهم كالفرق بين الإسلام والإيمان وربما كانت نفاقا لعقا لا غير.. كان السيستاني واضحا عارفا بما يعنيه فأضاف تفسيره بنفسه حتى لايأول الكلام على غير مارسم له أو أن يكون قولا مجردا بلا فعل وتطبيق.. لذلك ” قال السيد السيستاني: ( لابد للشيعة ان يدافعوا عن الحقوق الاجتماعية والسياسية للسنة قبل أبناء السنة انفسهم).لم يفعل أحد ذلك من سياسيي الشيعة إلا في مواقع المجاملة وعلى استحياء.. وهو ماأوصل الأمور الى هذا التنابز والتباعد والقطيعة وعدم الثقة..
علينا أن ندافع عن سنة العراق أكثر مما ندافع عن أنفسنا فلا نفرح بتحالفنا فيما بيننا ونعطي رسائل سلبية مثل أغلبية القرار أو الحدود بالدم أو نتشفى بما أصابهم لأنه مصابنا ولا بذلهم لأنه ذلنا ولا بضعفهم لأنه ضعفنا..
علينا أن لانفرح بتحالفنا التاريخي مع الكورد لتشكيل حكومة توافق ليأتي السنة راضخين لأن رضوخهم هو في الحقيقة عيب علينا.. علينا أن لانفرح باستقدام قسم من أخوتنا على حساب الآخرين فتشتتهم هو في الحقيقة تشتتنا..
اليوم السنة بين نارين بين نار داعش ونار عصابات لبست ثوب الجهاد وهي منه براء.. بين نار التحالف الوطني الذي يريد أغلبية القرار ونار التحالف الكردي الذي يريد اقتطاع الأرض بسياسة الأمر الواقع.. بين نار الحكومة ونار الأتراك.. بين نار الحزن والموت والدمار والنزوح ونار البقاء مهجرين مسربلين بالذل والحاجة..
هذه النيران كلنا أوقدناها فلنطفؤها كلنا بأن ندافع عن الآخر لأننا بذلك ندافع عن أنفسنا..
والآن بعد هذا الحديث سؤالي للساسة من الشيعة هل طبقوا توجيهات السيد السيستاني؟