23 ديسمبر، 2024 12:29 ص

السموم الفارسية في الرسوم الكاريكاتيرية

السموم الفارسية في الرسوم الكاريكاتيرية

مرةٌ أخرى ومن جديد، فَحَّ النظام العنصري الفارسي سمومه وأحقاده على العرب برسومٍ كاريكاتيرية لئيمة وحاقدة لا تقل خسةً ونذالةً عن تلك التي ألفناها منذ عقودٍ، سواء في الصحافة الإسرائيلية أو الغربية عموماً.

لا يعدم نظام ولي الفقيه في طهران أي فرصة إلَّا ويقف صفاً بصف، وكتفاً بكتف مع أيِّ حملة صهيونية ـ غربية لتشويهِ صورة العرب والإسلام، وتأليب الرأي العام العالمي ضدَّهم. لكن في الوقتِ نفسه، فنظام ولي الفقيه، ليس كالكيان الصهيوني، فهو مُحبٌ للعرب والإسلام، ويعمل على تحرير القدس، والموت لأمريكا وإسرائيل، وهذا هو الخبث بعينهِ.

بينما موجة (شارلي أبدو) ما تزال في عنفوانها، دون أن تظهر بعد أي علامةٍ على بدء الإنحسار، وإذا بنظام، ولي الفقيه، علي خامنئي، يدخل على خط الحملة ويشارك فيها وهي في ذروتها، وكأنه لا يكفيه أن مجلة (شارلي أبدو) التي كانت تبيع 40 ألف نسخة، بالكاد، وإذا بها باعت يوم الأربعاء 14 كانون الثاني / يناير أكثر من 7 ملايين نسخة في أكثر من لغة، لأول مرة في تاريخها.

اشترى نظام “ولي ولي الله” (الإمام الغائب ولي الله، وعلي خامنئي ولي الغائب، فهو ولي ولي الله، بالنتيجة) عذراً واهياً ليُشارك في الحملة الصهيونية ـ الغربية الحالية ضد العرب والمسلمين. أما العذر، فهو فوز فريقه بصعوبة بالغة على نظيره الإماراتي (واحد ـ صفر) يوم الإثنين 19 كانون الثاني (يناير) الجاري خلال تصفيات المجموعات المشاركة في بطولة كأس آسيا لكرة القدم المقامة حالياً في أستراليا. هذا الفوز دفعه لإطلاق رسومات كاريكاتيرية مليئة بالإهانات المجانية للعرب.

في الرسم الكاريكاتيري أدناه (منشور في إحدى الصحف الإيرانية يوم 21 كانون الثاني / يناير بعد فوز إيران على الإمارات)، يظهر الخليج العربي (أطلقت عليه الصحيفة اسم الخليج الفارسي، بطبيعة الحال) بعينٍ غاضبة، وهو يمخط عربياً خارج مياه الخليج. أما العربي “المخطة”، فيقع على البر العربي كي لا يُلوِّث مياه الخليج.

تم رسم العربي بالصورة النمطية ذاتها التي ألفناها من الكاريكاتير الإسرائيلي ـ الغربي: رجل قصير، بدين، حافي القدمين. ويظهر العربي “المخطة” وهو يهوي صارخاً من جزيرة البحرين تحديداً ليس من غيرها، وهي محل أطماع فارسية معروفة، في إشارة واضحة إلى تنظيف البحرين من العرب المخاط. وتم رسم البحرين على أنها المنخر الأيسر، ليس إلا، “للخليج الفارسي” الذي هو رمز لـ “إيران الفارسية”.

وللتذكير فقط، أن، علي لاريجاني، رئيس البرلمان الإيراني قال بتاريخ 14 أيار (مايو) 2012 في رده على مشروع اتحاد مقترح بين السعودية والبحرين أن “البحرين ليست لقمة سائغة بإمكان السعودية ابتلاعها بسهولة، وإذا كان من المفترض أن تتحد البحرين مع دولة أخرى فيجب أن تكون هذه الدولة إيران”.

من جانبه، قال مدير صحيفة كيهان، حسين شريعة مداري ـ الذي عينه المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي- إنه “يحق للجمهورية الإسلامية التي تحافظ على وحدة الأراضي الإيرانية باستعادة محافظة انفصلت عن الأمة الإسلامية … وأن البحرينيين يعتبرون أنفسهم إيرانيين وبحسب تقارير، فإنهم يرغبون في العودة إلى فلك إيران”.

في الكاريكاتير الثاني (أدناه)، تظهر يدٌ ضخمة مطوقة بعلم إيران، في إشارة إلى يد إيران، وهي تدفع بإصبع واحدة من دون عناء كرة قدم كبيرة كُتَب عليها “الخليج الفارسي” في فم قزم عربي يرتدي الكوفية والعقال، وقد دخل جزءٌ من الكرة في فم العربي مما أدى إلى حبس أنفاسه، وجحوظ عينيه وهما تكادان تخرجان من مقلتيهما بسبب اختناقه.

في الصورة الثالثة، تظهر صحيفة “بيرسيبوليس” وهي تحمل العنوان التالي: “نبردبادزدان خليج فارسي” أي “الحرب مع لصوص الخليج الفارسي”. هذه الجريدة أخذت اسمها نسبة إلى عاصمة الإمبراطورية الإخمينية (330 ـ 550 ق.م). وإحياءً للإمبراطورية الفارسية القديمة، أقام شاه إيران في أكتوبر عام 1971 أكبر احتفال من نوعه في التاريخ استغرق خمسة أيام بالقرب من أطلال هذه المدينة التي تقع على بعد 70 كيلومتراً شمال شرق شيراز في محافظ فارس.