18 ديسمبر، 2024 6:23 م

السماح للراسبين باداء الامتحانات

السماح للراسبين باداء الامتحانات

اعلنت وزارة التربية السماح لطلبة الصف الثالث المتوسط الراسبين بثلاثة دروس اداء الامتحان في الدور الثاني، وبحسب الوزارة لاعطاء الطلبة فرصة ثانية. هذه ليست المرة الاولى التي يسمح الى الطلبة الراسبين باداء الامتحان في الدور الثاني او بالحقيقة انه في كل عام هناك قرار مثل هذا بزعم ان الطلبة واسرهم يعيشون ظروفاً غير طبيعية في ظل عدم الاستقرار الذي يلف البلاد.

في احيان كثيرة نسأل بعض الطلبة عن سبب عدم تحضيرهم الجدي للامتحانات او الدراسة في العام الدراسي، يأتيك الجواب ان هناك دوراً ثانياً، بل دوراً ثالثاً والفرص متاحة للنجاح.

الواقع ان هذا الكلام فيه الكثير من الصحة، فالوزارة اصبح اصدارها مثل هكذا قرارات امراً روتينياً وطبيعياً ومتوقعاً لا علاقة له بتحسين مستوى الدراسة والطلبة العلمي.

الحقيقة تشير الى ان نتائج الدور الاول بائسة وهزيلة تعكس مدى وعمق التدهور الذي وصلت اليه العملية التربوية في البلاد، واعطاء هذا السماح محاولة لرفع نسب النجاح المتردية ولامتصاص النقمة على وزارة التربية، والقاء اللوم على الطلبة وذويهم الذين يتخلفون عن الدراسة الجديدة والمواكبة اليومية للعملية التعليمية.

ان ذلك هروب الى الامام من مواجهة الازمة في القطاع التعليمي وانحدار مستوى الدراسة الى درجة مخيفة تنذر بعودة الامية على نطاق واسع، وخلق جيل جاهل جراء التعليم المتردي. ان رفع مستوى نسب النجاح اذا ارادت الوزارة لها ان تكون ذات جدوى وليست مفتعلة بتكرار الامتحان والتهاون في الاسس والمبادئ التي تقوم عليها العملية التعليمية، فعليها ان ترتقي بمستوى العناصر الضرورية للتعليم، ومعالجة كل اسباب الاخفاق المباشرة وغير المباشرة.

ان توفير مستلزمات التعليم الجيد الطريق الاسلم لمردودات تعليمية راسخة ومفيدة وتنشئ اساساً ملائماً للمرحلة الدراسية الاعلى. ان هذا الاسلوب لم يثبت جدواه وبقي الطلبة الذين يجتازون الامتحانات عن طريق زيادة الفرص ضعافاً غير قادرين على استيعاب الدروس في المراحل التعليمية الاعلى