18 ديسمبر، 2024 10:43 م

السماء تغيث العراق…هجروا القران وهاجروا الى السياب

السماء تغيث العراق…هجروا القران وهاجروا الى السياب

المطر في القران هو العذاب اما الماء والغيث فهو الرحمة التي رايتها بعينك تنزل على العراق طوال ساعات خلال الايام الماضية والماء  اعتقد ورد ١٧ مرة في القران ومن الايات المورقة هنا قول الحق
وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ
وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاء وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِين
أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ
بالرغم من جمالية القران في قوله
انا صببنا الماء صبا
الا ان العراقيين تركوا القران واخذوا السياب وهو يهتف بدون بصيرة في المعنى
مطر
مطر
مطر
كلمة مطر اعتقد وردت تسع مرات في القران كلها بمعنى العذاب
فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ
وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ
فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُم بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ
المناخ العراقي يمر بدورة مدتها ربع قرن تقريبا ولابد ان مؤسسة الارصاد الجوية تسجل قياساتها كيف كان الشتاء العراقي مغيثا وباردا الى حد تجمد المياه بالسواقي والبرك والاواني ثم تاتي الانهار راكضة كالعاديات ضبحا تحمل الغرين والاسماك والنماء ثم ياتي الربيع بكامل خضرته ووقتها كانت الفصول مفروزة الى ان انهارت هذه الدورة وتوحدت الفصول في صيف طويل حار جاف احرق الزرع وايبس الضرع وقتل الارض التي ترملت بفعل زحف الصحراء كما ضربها الملح وكان هذا المناخ احد العوامل التي اثرت بالسكان وامرضتهم جسديا ونفسيا فضعفت قواهم العضلية وخارت عزيمتهم واختلت قواهم العقلية واصبح الفرد العراقي مشروع قاتل متجول لاتفه الاسباب ولاتحسبن ان ماجرى ويجري في العراق جذره السياسة وان كانت احد اسبابه فالخضرة عندما تفقد في بلد تصاب الناس ب(التصحر الروحي) والسبب الذي جعل العراق قديما بلد الراي والتعددية والانفتاح وتلاقي الاعراق والجماعات هو خضرته ومياهه واجزم بالمطلق ان مذهبا متطرفا مثل المذهب الوهابي وتنظيما سفاكا للدماء مثل القاعدة وشيخا ميالا لازهاق الارواح مثل الشيخ القرضاوي لايمكن ان يولدوا في بلاد فيها غابات
او مساحات خضراء والفلاح عموما اقل الناس تواجدا بالسجون بل اشك ان الذي يستنبت شجرة يمكن ان يرتكب جريمة.
في البلدان المثلجة المغيثة يحتار الانسان بنفسه وفي اوقات الثلج والغيث وفي فصل الشتاء عموما ينخفض احتكاك البشر بالبشر وتفكير الناس يميل الى المنطق وسلوكهم الى العملية.
انبهك ضمنا الى ان هجرة الاسلام كانت الى مدينة النخيل والحديث مشهور انبئت ان دار هجرتي ارض ذات نخل بين حرتين والنخيل هو الذي جعل الاوس والخزرج اقرب لحب الاسلام من سكان الصحراء ويمكن القول صريحا لاعنف مع الشجر ولا سلام وسلم بكثرة البشر وقلة الدواب والشجر
فاذا انت ممن قطعوا شجرة في العراق او اعاقوا نموها تاكد بان لك نصيبا من العنف في هذا البلد.
ارقب بتفاؤل عودة الشتاء العراقي في السنوات الثلاث الاخيرة وربما ان معدل العنف اخذ خلالها خطا بيانيا نازلا وكان هذا الشتاء رسالة سماوية واضحة في التدخل من اجل العراق.
هناك من يقول ان العراق يغرق وانا اقول ان العراق ينجو من الغرق، صحيح ان المدن تحولت الى حساء من الوحل وفضلات البشر والحيوان ومواد البناء الصناعية الا ان هذه المدن الرثة ليس لديها ماتخسره فهي بدون شبكة مجاري حقيقية واذا نجت من المياه فستغرق بالعواصف الترابية.
اذا عاد الشتاء سترتفع المياه الجوفية وستزداد المياه السطحية مايعني اولا تثبيت الصحراء ووقف زحفها على السهل الرسوبي وثانيا عودة النبات الذي يعمل كمثبت اساسي ثم عودة التنوع البيئي وسيكون هناك ربيع حقيقي يعمل على تلطيف مزاج السكان وصيف اقل عدوانية وتطرفا.
لحسن الحظ ان احدا غير سلاح (الكيمتريل) لايمكنه وقف هذا الغيث ولحسن الحظ ان احدا لايملكه من الذين يريدون للعراق الموت تصحرا وعطشا وجوعا.
هذا الشتاء اعلان بعودة النخيل وغسل الارض من الملح وتحريك الانهار التي يقول عنها عريان ال سيد خلف
عفية
نهران
شكثر
خدرانه اهلها
وماؤها
الراكد
عذب
امر اخر جلبه هذا الغيث معه فبقاء الناس في بيوتها يعني اجازة للطبيعة كي تستريح من شرور السيارات والغيث يحمل الناس كذلك على الحزن الفلسفي والتفكير العميق.
يفترض ان تنظم دور العبادة صلاة للشكر على هذه النعمة وان تقوم السلطة التشريعية بواجبها في تعديل لغة البلاد من لغة السياب الى لغة القران.
‫…………………………
[email protected]