18 ديسمبر، 2024 6:40 م

السماء تحارب الفراعنة والمتلبسين بالدين ينصبون الفرعون!!

السماء تحارب الفراعنة والمتلبسين بالدين ينصبون الفرعون!!

من الأساليب التي اعتمدها القرآن الكريم من أجل بناء الإنسان والأخذ بيده نحو طريق الصلاح والخير هو المنهج القصصي والتذكير بالقرون التي مضت والأمم التي خلت لأخذ العبر والاستفادة من التجارب، فكان لقصة فرعون وطغيانه الحضور البارز في المنهج القرآني القصصي وقد حذر القرآن الكريم من المنطق الفرعوني القائم على التأليه والظلم والاستبداد والفساد والإستخفاف بالعقول والأرواح، وبالرغم من نهي القرآن الكريم عنه وتحذيره منه ودعوته إلى مقومته ومحاربته إلا أن المنهج الفرعوني لم يغب عن المشهد إذ لا زالت تطبيقاته حاضرة وبقوة….
وقد اشتدت خطورة المنطق الفرعوني، حينما تلبس بلباس الدين وأضفيت عليه الشرعية، حتى صار خليفة الأمة وإمامها وولي أمرها، هو فرعون، فمن تطبيقات ذلك ما ذكره المحقق الصرخي)):سير أعلام النبلاء، ج5، قال أحمد بن حنبل في مسنده عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن عمر قال: ولد لأخي أم سلمة ولد، فسموه الوليد، فقال النبي صلى الله عليه {وآله}وسلم سميتموه بأسماء فراعنتكم، ليكونن في هذه الأمة رجل يقال له الوليد، لهو أشد لهذه الأمة من فرعون لقومه .
وهنا علق المحقق الصرخي: هذا الإمام والخليفة ومفترض الطاعة !! هذا الخير والعطاء وناصر الدين ومقوي الإسلام والمسلمين وفاتح البلدان !! الوليد يقول عنه النبي صلى الله عليه وآله وسلم: لهو أشد لهذه الأمة من فرعون لقومه، يقول : هذا من الطغاة ، من الفراعنة ، من فراعنة الأمة، هنيئًا للخليفة والإمام وولي الأمر الفرعوني، إسلام ، دين ، رسالة سماوية ، تخرج ضد الفراعنة وتحرر الناس منهم وبعد هذا تنصب الفرعون على رقاب الناس، ما هذه السفاهة؟!! وما هذه التفاهة؟!! وما هذه العقول الفارغة التي تتقبل الأفكار؟!!)).
وأما في وقتنا الحاضر فحدث ولا حرج، فالمنطق والمنهج الفرعوني هو الحاكم والمتسلط ،ونتائجه هي الواقع المظلم الذي تعيشه الناس، ففرعون (وفراعنة) اليوم الذي تلبس بلباس الدين، يقول أنا ربكم الأعلى وما أريكم مالا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد، واستخف بالناس وقتلها وانتهك أعراضها ومقدساتها وسلب خيراتها وخرب وطنها وساقها من سيء إلى أسوأ، والناس مُسلمة له ومطيعة مع شديد الأسف،