18 ديسمبر، 2024 8:01 م

السليمانية مدينة التعايش والحب

السليمانية مدينة التعايش والحب

لماذا لا اكتب عن مدينة رأيت فيها الجمال والحب والتقدير وسكانها يمتازون بحسن السيرة واحترام الزائر مهما كان لونه وجنسه وعرقه في هذا المقال ارسم الكلمات بابداع قبل نشرها ليتسنى لنا معرفة الحقيقة ولانبخس اعمال وتصرفات سكان مدينة اصيلة ,في السليمانية لاتجد من يتحداك ويقف عقبه امامك ويعكر من نفسيتك وانت في مدينة الحب والجمال انا اتكلم بما رأت عيني والتعامل الامثل من قبل البائعين واصحاب سيارات الأجرة والمحلات الكل يجمعهم قاسم مشترك وهو احترام الضيف واكرامه وتقديم كل مابوسعهم لاسعاده وهذا ليس مصطنع او تحايل من اجل كسب ود الزائرين بل فطرة تعوده عليها سكان المدينة لطبيعة العيش وصفاء القلوب والتصرف النبيل , تأسست مدينة السليمانية عام 1784م على يد أبراهيم باشا بابان الذي سميت مدينة السليمانية نسبة الى أسم والده سليمان باشا , عدد سكان المدينة بحوالي مليون ونصف وربما الهجرة الى دول العالم نتيجة الظروف والظلم والاضطهاد التي تعرض لها هذه المدينة ابان الحكم الصدامي وما جرى عليها من ضيق في الحياة الاقتصادية سافر الكثير منها الا ان الحياة وطبيعتها لم تتغير رغم كل التحديات فالاصالة والكرم بقت ملازمة لعادات وسكان اغلب المدينة , يبلغ ارتفاعها عن سطح البحر بحوالي 2895 اما سكانهم غالبيتهم من الكرد وتوجد أقليات مسيحية في المدينة وفي الفترة الاخيرة هاجرت من مناطق بغداد والمحافظات اقليات مسيحية اخرى بسبب تردي الوضع الامني والخدمي, تعتبر السليمانية المدينة الثانية في اقليم كردستان من حيث التطور وهي العاصمة الثقافية للاقليم وهي من ضمن المناطق التي شملها الاستفتاء يوم 25/9/2017 التي تعارضه الحكومة المركزية بشدة , تأسست جامعة السليمانية عام 1968 وتعتبر من الجامعات المركزية يدرس فيها مختلف العلوم , وتخرج اعداد كثيرة من الطلابة نالوا شرف المساهمه في البناء والتعمير واخذ دورهم في دق اسفين الحضارة سوى في السليمانية او مختلف محافظات العراق , اما في عام 2007 تم أفتتاح الجامعة الامريكية أيضا , كما افتتح فيها مطار السليمانية بتاريخ 21 – تموز – 2006 وهو من المطارات ذات المواصفات العالمية , وامتازت محافظة السليمانية بمعالمها الثقافية والاثرية والسياحية ويقصدها الزائرون من محافظات الوسط والجنوب في ايام الصيف لاعتدال المناخ وجمالية مواقعها السياحية للاستجمام وقضاء اوقات ممتعة بعد التحسن الذي طراء على الحياة العامة وارتفاع المستوى المعيشي وزيادة الدخل للفرد العراقي , ومن اهم معالمها السياحية هو منتجع أحمد آوا الذي يبعد 75 كم الى الشرق من المدينة وسد دربندخان الواقع جنوب شرق السليمانية بحوالي 65 كم يوجد منتجع جافي لاند تأسس عام 2013 على مرتفعات جبل كويزه ويعد من اضخم المشاريع السياحية وفيه العاب جميلة وتلفرك وحدائق رائعة , كما يوجد متحف الشمع وهو عبارة عن تماثيل مصنوعة من مادة الشمع لبعض المشاهير او الشخصيات ويعتبر معلم ثقافي وسياحي يقصده الزوار اثناء زيارتهم للمدينة , كما اشتهرت محافظة السليمانية بالأنتاج الزراعي وخاصة التبغ والجوز واللوز والفواكه , هنا لابد ان نقف ونشير ان نجاح السياحة في اي بلد يتوقف على حسن التعامل اهل البلدة مع السواح والامانة والسمعة الطيبة للسكان وادامة المواقع السياحية باستمرار والمحافظة عليها , كما نجحت لبنان في استقطاب السائحين في حسن التعامل واعتبرت من افضل البلدان العربية واحتلت مكانة في نفوس الشعب العربي , ايضا امتازت محافظة السليمانية ببساطة سكانها وتعاملهم الرائع , كما لاتخلوا هذه المحافظة من المولات الكبيرة واهمها واكبرها حجما واتساعها هو فاملي مول ومجدي مول اضافة الى المولات الاخرى والذي تشكل ايضا معالم التطور والارتقاء العمراني , ومما جلب انتباهي اثناء زيارتي الاخيرة والاولى لمحافظة السليمانية ان الزي الكردي قد غاب عن عيني الا في الجامع الكبير اثناء صلاتي يوم الجمعه رأيت ممن يلبس هذا الزي وهم بالقلة اما في الساحات والمولات والحدائق العامة لم ار الا اعداد قليلة جدا , اتصور ان التطور والحضارة قد نفذت الى كل بيت في السليمانية مع الاعتزاز الكبير لزيهم لكن حينما تدخل الحضارة اي بلد تجرف معاها القديم والناس تعيش الواقع الحالي , اما البناء والعمران فيمكن ان نقول انهم يعملون باستمرار وتفاني من اجل اظهار مدينتهم ليل ونهار بحلية وطراز جديد لاتوجد تظاهرات وتخريب اوحرق في الشوارع العامة ولانزعات عشائرية مسلحة ولاتجاوز على القانون, لا أثر ايضا للعصابات المسلحة ولاتجاوز على الحقوق العامة وممتلكات الدولة ستبقى مدينة السليمانية مدينة تأخي ومحبه وجمال وأمن بفضل التعاون وأواصر المحبة المنتشرة بينهم.