9 أبريل، 2024 6:45 م
Search
Close this search box.

السلوك القهقري!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

قهقر الشخص: رجع إلى الوراء من غير أن يعيد وجهه إلى جهة مشيه.
أي أنه يتراجع إلى الوراء ونظره نحو الأمام , كالسيارة التي تمشي نحو الخلف وسائقها ينظر أمامه.
وهو سلوك فاعل في بعض المجتمعات المبتلاة بحكومات فاشلة ذات تطلعات تدميرية للبلاد والعباد , ويتحكم فيها الفساد , فكلما زاد فسادها تنامى تقهقرها , وبما أنها لا تبصر في تراجعها فأنها تدوس على الأخضر واليابس , لأن المهم أن تمتلئ أوعية شرهها بما ترغب وتستطيب من النهب والإستلاب , والسرقات المشرعنة بفتاوى شياطين الأنس المعممة.
فالفساد قوة دافعة إلى الوراء , ولا يمكنه أن يكون قوة ذات قدرة على تحقيق التقدم والرقاء , ولا يساعد على الخروج من حفرة الإنطمار بالويلات والتداعيات , والتفاعلات الخسرانية الإستنزافية النكراء , بين أبناء مجتمع كل ما فيه واحد.
وياليت هذه المجتمعات تستطيع المراوحة في مكانها , لتبقى في حالة ثابتة ذات تموجات تشعرها بالإنتماء للحياة والتواصل معها , لأنها على الأقل ستحافظ على كيانها وقوام وجودها , الذي ستنطلق منه ذات يوم لتأكيد دورها وقدرتها على الحفاظ على ذاتها وهويتها.
والمشكلة في تلك المجتمعات أنها أدمنت على التقهقر دون القدرة على الإستدارة إلى الوراء , لترى مواضع خطواتها , فهي في عمه وتيهان , ودفع تخبطي نحو مواضع مجهولة , تمليها إرادة الفساد والإفساد , التي تصنع الإضطراب والعشوائية , وتستدعي الغبار والغابرات , ليخيم الظلام , ويشتد التعثر والحطام , ويكون الهدف لملمة العظام , وإطلاق التجني بالكلام.
فهل لدينا القدرة على قيادة سيارة الأوطان ونحن ننظر ونسير إلى الأمام؟!!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب