22 ديسمبر، 2024 7:34 م

ذات يوم عندما تم القضاء على أحدهم , وتواردت أنباء محقه , مع أنه كان من المقربين ولديه منصب كبير , ويدين بالوفاء للذي فتك به بسبب وشاية , أو تسجيل لكلمة نطق بها , فما أعجبت الذي سمعها فتقرر إبادته.
فالكثيرون راحوا يتكلمون عنه بسلبية , وهم الذين كانوا يتحدثون عنه بغير ذلك من قبل؟!!
“يستاهل”
“حيل بيه”
“ليش يتعدى حدوده”
“يستاهل أكثر”
هذه نزعة غريبة تكون الضحايا بسببها مع جلادها , وتسانده عندما يفتك بأحد أفراد القطيع أو بمجموعة منه , وتتصور بهذا السلوك ستحافظ على بقائها.
فلا توجد إرادة جماعية لمقاومة الجلادين والمستبدين والطغاة , بل ينقسم المجتمع إلى حالتين , واحدة مع الظالم وأخرى صامتة تداهن وتنافق , ولا يعنيها إلا ما تحققه للحفاظ على وجودها الفردي أو الفئوي.
وهذه الظاهرة إتخذت مناهج متفرقة وغير مسبوقة وتجاوزت البديهيات , فصار المجتمع متشظيا أمام التحديات الخارجية , فمنهم معها وبعضهم ضدها , وهذا البعض يتم محقه حتى يستوي الأمر للقوة الطامعة في البلاد والعباد.
فكيف نفسرها؟
هل هي ضعف القيم والأخلاق والمشاعر الوطنية والإنسانية؟
هل هو الجهل في معنى الحياة وعدم الشعور بالمسؤولية؟
القضية ساخنة والمجتمع مؤهل للتشظي السريع أينما توفرت الدواعي لذلك!!
فكيف نكون والإعتصام بحبل وجودنا القويم يهون؟!!