18 ديسمبر، 2024 11:04 م

الأرضوي من الأُرضة , تلك الدابة التي تنخر قلب الأشجار , حتى تتهاوى أمام أضعف هبة ريح , فالأشجار التي تبدو عامرة تحفر قلبها الأرضة , فتخر خاوية على عروشها.

ويمكن مقارنة أية أمة بالشجرة التي تأكلها الأرضة.

وأرضة الأمم  أنواع كثيرة من العاهات والسلوكيات السلبية المتصلةالمتراكمة , التي تنهكها وتسقطها , بعد أن تدمر مواطن قوتها , وتعزز أسباب ضعفها وهوانها.

وفي كل أمة ما يدفع بها إلى الهلاك.

والأمم القوية تتوقى وتعالج فورا آفات الإضعاف والإنهاك , وبهذا الأسلوب تبقى وتتنامى قدراتها , وإن غفلت عن فعل الآفات فأنها ستُلقى في ميادين الوعيد السعّار؟

فالإرادة الكونية , تحتم إنطلاق المتناقضات سوية , فأية قوة ناهضة تنطلق مع بداياتها قوة تجرها إلى حيث بدأت , كمتسلق الجبل كلما صعد لأعلى إزدادت صعوبة مسيره , وتكالبت عليه قوى تدفعه إلى الوراء أو تسعى لدحرجته.

كما أن جذب التراب لما فوقه يستوجب قوة متفوقة عليه لكي يرتفع الكائن ويطير.

وفي واقع كل أمة آفات , فالموت الحقيقي يتأتى من عمق الذات وجوهرها , ولا يمكنه أن يأتي من الخارج فقط.

فالأشجار النامية المتينة السيقان تتحدى قوة الرياح , ولا تسقط إلا إذا تزعزعت جذورها وإرتخت تربتها.

وعليه فأن الأمم الحية عليها أن تنمي عوامل إقتدارها , وتقلل من عناصر ضعفها وهزالها.

وهذا يتأتى من إدراك أن الحياة جريان , وأمواجها تصنع تيارا , ولا يجوز لأمة أن تضع العثرات في مجرى وجودها.

فهل أدرك الإنسان الحيران قيمة الوقاية من الآفات والنيران؟!!