لايزال العراق يسير في متاهة، ليس هناك خطوط عرض واضحة، لكي تسير العملية السياسية، بسلاسة وانسجام بين الكتل، من جهة، وبين مكوناته التي تشكلت منها الكتل، ولا يخفى أن بين المكون الواحد، لا يوجد وئام أو اتفاق بينهم، فكيف الحال بين مكوناته المختلفة دينيا، ومذهبيا،وقوميا، والتي تسعى لكسب المصالح الشخصية، أو الحزبية، او الطائفية، وهذه مشكلتنا في العراق الديمقراطي، يفسرها كل حسب المزاجيات والاهواء.
قال الامام علي: (عليه السلام) في قضية مبايعة سعد ابن ابي وقاص له، عندما لم يستجب سعد وقال: انا لا ابايعك، حينها قال مالك الاشتر: دعني اجعله يرضخ للبيعة يا سيدي، او ان يجلب له كفيل، فقال الامام انا اكفله يا مالك اتركه وشانه، فقال الامام لسعد، اذهب وتنعم بالعيش في بلاد المسلمين، لكن شريطة لا تؤذي أحد، المسلم من سلم الناس من يده ولسانه.
العدالة؛ منهج وخط رسمه الائمة (عليهم السلام) يبدأ بكظم الغيض، وينتهي بالعفو والغفران، لكل من يسيء لهم شخصيا، أنهم القدوة الحسنة، من يتبع هذه الخطوات حتما سيكون فائزا في النهاية، لأنه تعامل وفق اخلاق اهل البيت، قال تعالى (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ).
السلم الاهلي، هو صيانة وترميم البيت، الذي نعيش وسطه، لكي نحتمي به من الاخطار الخارجية، سواء كانت عواصف ترابية، او امطار، او حرارة الشمس المحرقة، نتيجة الجو السياسي الملتهب، من هذا الباب نجد تعامل سيد الاوصياء، مع أعدائه بإنسانيته المعروفة، ومد يد السلام، وبناء المجتمع، فلم يفرق بين سيد وعبد.
نجحت العدالة وتحققت في ظل حكومة الامام علي (عليه السلام)، واليوم أبناء (علي عليه السلام) قادرين على ان يعيدوا بنائها في دولة العراق الحر الديمقراطي، ويأخذ كل ذي حقا حقه، ونشر روح الاخوة، ونبذ الطائفية بكل اشكالها، لابد للمشروع السياسي أن يسير، رغم الانتصارات في المعارك، المتحققة ضد داعش.
في الختام؛ مبادرة السلم الاهلي، امتداد علوي، لتحقيق العدالة الاجتماعية، ونيل الحريات لكافة الطوائف والمكونات.