أبوك خليفة ولدته أخرى … وأنت خليفة هذا الكمال
كاد عصر العمالقة الشعراء من أمثال أمرء القيس والنابغة وزهير بن أبي سلمى وحسان بن ثابت وجرير والكميت تبتلعه السلطة من أيام ألآمويين والعباسيين حين تحول الشعراء الى مداحين على أبواب ألآمراء والملوك حتى أصبحت ثقافة القصيدة ثقافة متهالكة لولا جرأة وبلاغة المتنبي ومبدأية الشريف الرضي .
كان النابغة يتفرد بمدح النبي “ص” عندما قال :-
لقد أعطاك ربك سورة .. ترى كل ملك دونها يتذبذب
وكان زهير يقول :-
نبأت أن رسول الله أوعدني .. والوعد عند رسول لله مأمول
أن الرسول لنور يستضاء به .. مهند من سيوف لله مسلول
وكان حسان بن ثابت يقول :-
لاينفع الطول من نوك القلوب وقد .. يهدي ألآله سبيل المعشر البور
وقال يمدح النبي “ص” قائلا :-
أغر عليه للنبوة خاتم .. من الله مشهور يلوح ويشهد
وضم ألآله أسم النبي الى أسمه .. أذ قال في الخمس المؤذن أشهد
وكان جرير يقول :-
لما أتى خبر الزبيرتواضعت .. سور المدينة والجبال الخشع
وكان الفرزدق يقول في مدح ألآمام زين العابدين علي بن الحسين :-
ياسائلي أين حل الجود والكرم .. عندي جواب أذا طلابه قدموا
وكان الكميت يقول في مدح أل البيت “ع” :-
بأي كتاب أم بأية سنة .. ترى حبهم عارا علي وتحسب
وطائفة قد أكفروني بحبهم .. وطائفة قالوا مسيئ ومذنب
وكان المتنبي يقول في مدح ألآمام علي “ع” :-
وتركت مدحي للوصي تعمدا .. أذ كان نورا مستطيلا كاملا
وأذا أستطال الشيئ قام بنفسه .. وصفات ضوء الشمس تذهب باطلا
وكان يقول في سيف الدولة الحمداني :-
أكتم حبا قد برى جسدي .. وتدعي حب سيف الدولة ألآمم
أذا رأيت نيوب الليث بارزة .. فلا تظنن أن الليث يبتسم
وكان الشريف الرضي يقول :-
مهلا أمير المؤمنين فأننا .. في دوحة العلياء لانتفرق
ألآ الخلافة ميزتك فأنني .. أنا عاطل عنها وأنت مطوق
وكان أحدهم يقول لهارون الرشيد مبالغا :-
ولو أن مشتاقا تكلف فوق ما .. في وسعه لسعى اليك المنبر
وفي عصر السلطة عند ظهور الدولة العراقية الحديثة برعاية ألآحتلال البريطاني كان أحد الشعراء يقول مخاطبا عبد ألآله :-
عبد ألآله وليس عابا أن أرى .. عظم المقام مطولا فأطيلا
يأأبن ا لذين تنزلت في بيتهم .. سور الكتاب ورتلت ترتيلا
وكان الجواهري يقول لعبد الكريم قاسم :-
عبد الكريم وفي العراق خصاصة .. ليد وقد كنت الكريم المنعما
وكان صالح مهدي عماش مأخوذا بأهواء حزبية أنقلبت عليه وبالا وهو يقول ردا على فتوى المرجعية التي لاتجامل السلطة الزمنية :-
من قال كفرا وألحادا بمنهجنا .. فمنهج البعث بعث الروح والقيم
ولكن حزب البعث الصدامي دمر القيم في العراق بشكل لامثيل له ألآ ماتقوم به اليوم عصابات ألآرهاب التكفيري وداعش مثالا لسوءها وتخلفها , وأذا كان صالح مهدي عماش البعثي الذي مدح حزب البعث بطريقة عاطفية خالية من المصاديق كما قال القرأن عن الشعراء الذين لايلتزمون بقضايا الناس ويفضلون مصالحهم على مصالح الناس ” والشعراء يتبعهم الغاوون , ألم تر أنهم في كل واد يهيمون , يقولون ما لايفعلون , ألآ الذين أمنوا منهم وعملوا الصالحات ” وعبد الرزاق عبد الواحد من شعراء السلطة فقد أوقف شعره لمدح من لايستحق المدح بالمطلق ذلك هو صدام حسين الذي يعتبر عهده تدميرا لمنظومة القيم ألآنسانية في العراق ثم كان البوابة لدخول الوهابية السلفية التكفيرية بعد ألآنتفاضة الشعبانية في مطلع التسعينات من القرن الماضي عبر الذليل التابع له متابعة أمية ببغائية ذلك هو المدعو ” عزة الدوري ” .
بينما كان الدكتور الشاعر داود العطاريقول في رثاء فيلسوف القرن العشرين المرجع محمد باقر الصدر مبتكر صياغة نظرية التوالد الذاتي في تفسير المعرفة البشرية في كتابه ألآسس المنطقية للآستقراء والذي كان مجرم العصر صدام حسين قد قتله في 9|4|1980 فرثاه المرحوم الدكتور داود العطار قائلا :-
باقر الصدر منا سلاما .. أي باغ سقاك الحماما
يا أبا جعفر نم قرير العين .. أنا قد هجرنا المناما
وكان عميد المنبر الحسيني الشيخ الدكتور أحمد الوائلي يقول مخاطبا عبد السلام محمد عارف في مهرجان الشعر العربي في بغداد حيث نال هو الجائزة الثانية والشاعر الدكتور مصطفى جمال الدين نال الجائزة ألآولى حيث يقول الوائلي :-
لاتطربن لطبلها فطبولها .. كانت لغيرك تقرع
وكان المرحوم مصطفى جمال الدين يقول :-
بغداد ما أشتبكت عليك ألآعصر .. ألآ ذوت ووريق عمرك أخضر
وكان المرحوم الشيخ عبد المنعم الفرطوسي يرثي مرجع المسلمين السيد محسن الحكيم قائلا :-
فأن لم يفز ماء الفرات بغسله .. فدجلة قد فازت وكان لها الفخر
وكان المرحوم المجاهد الدكتور داود العطار يكتب قصائد مواكب الجامعات العراقية التي كانت تشارك في مسيرات عاشوراء في كربلاء , وكانت حناجر الطلاب وألآساتذة تصدح بترديد ذلك الشعر الرسالي الذي حرك مشاعر الجماهير الحسينية صاحبة ألآحتجاج الدائم على السلطة الزمنية الظالمة , وصاحبة الولاء الدائم للمرجعية الدينية التي تنتهج مذهب أهل البيت عليهم السلام يقول الدكتور العطار وهو يرثي ألآمام الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام :-
ياشهيدا أين منك الشهدا .. مانرى شخصك ألآ أوحدا
أحمد منا ومنا حيدر .. وحسين وهو نبراس الهدى
وفي تاريخ الدولة العراقية الحديثة التي نشأت تحت ألآحتلال البريطاني وكان الشعر العاطفي مداحا لها , بينما كان الشعر الرسالي يكتب ولائه للمرجعية الدينية على طريقة الفرزدق والكميت والشريف الرضي , فعندما سقطت الملكية كان سقوطها سقوطا لعائلة خدعوها بالملكية للعراق فلم تحصد ألآ الخيبة فأنطبق عليها قول شاعر الغرام عندما يقول :-
وكان الود بيني وبينها .. كحامل الماء بين ألآصابع ؟
وعندما قتل عبد الكريم قاسم بطريقة فيها من الغدر مايذكرنا بأفعال داعش اليوم , ألآ أن عبد الكريم قاسم رغم وطنيته كان سقوطه سقوطا فرديا لولا أن الحزب الشيوعي تضرر بسبب ذلك السقوط لآنه لم يحسن قيادة شارع ولائه الحقيقي للمرجعية الدينية , فتظاهرات الشيوعيين التي كانوا يهتفون بها :-
” عاش زعيمي عبد الكريم .. حزب الشيوعي بالحكم مطلب عظيمي
تدل على السطحية التي تسعى للسلطة الزمنية في العراق الذي تشكل فيه الولاء التاريخي للحاضنة الدينية التي أختيرت قياداتها بناءا على أصطفاء السماء ” أن الله أصطفى أدم ونوحا وأل أبراهيم وأل عمران على العالمين ” – 33- أل عمران – فكانت الذرية الصالحة فاتحة عهد البيعة ذات السعة والشمول الذي يتفوق على ألآنتخابات بكثير ” ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم ” -34- أل عمران –
والهتاف التالي سحب من تحت أقدامهم ولاء القاعدة الشعبية :-
” ماكو مهر باجر نرمي القاضي بالنهر ” ؟
والمهر في رمزيته من مفردات العقد بين الزوجين وهو يمثل ميثاقا يعلن للآجتماع دلالة على شرعية العلاقة الزوجية التي أصبحت المرجعية الدينية موجها لها ومشرفا عليها مما جعل السلطة الزمنية تخسر حضورها في ذلك العقد حتى ظلت محاكم السلطة الزمنية تعمل تحت غطاء أيقاعات من يمثل المرجعية .
أن السلطة الزمنية أدمنت السقوط تاريخيا ” خلفاء بني العباس مثلا بلغ عددهم ” 34 ” خليفة بعضهم حكم سنوات وبعضهم أشهر وبعضهم أيام وشاع القتال بينهم ومنهم من قتلته أمه ؟ وهم وبنو أمية رحلوا ومات ذكرهم حتى قال أحد الشعراء مخاطبا معاوية بن أبي سفيان قائلا :-
قم وأرمق النجف ألآغر .. يرتد طرفك وهو باك أرمد
بينما قال بن أبي الحديد المعتزلي يمدح ألآمام علي عليه السلام :-
يابرق أن جئت الغري فقل له .. أتراك تعلم من بأرضك مودع ؟
لقد مدح شعراء السلطة الزمنية الرموز الدينية , بينما لم يمدح الشعراء الرساليون أهل السلطة ألآ نادرا وفي ظروف أستثنائية على قاعدة ” ألآ أن تتقوا منهم تقاة ..”
تقوم القاعدة المرجعية على العلم وعلى التقوى ” هل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون “” ذلك الكتاب لاريب فيه هدى للمتقين ” – 2- البقرة – وقال النبي “ص” أذا أجتمع خمس وعشرون منكم ولم يؤمروا من هو أعلمهم فعملهم باطل “
ولا تقوم السلطة الزمنية على العلم ” فقد كان يزيد بن معاوية شاربا للخمر كثير اللهو واللعب , وكان أحدهم يرمي القرأن بالسهم ويقول :-
أذا ما جئت ربك يوم حشر .. فقل يارب مزقني الوليد ؟
وكان الملك غازي معروفا بكثرة شرب الخمر حتى مات بحادث سيارة مخمورا , وكان صدام حسين لايملك تحصيلا علميا وله ملف لا أخلاقي في مركز شرطة حي الدقية بالقاهرة عندما كان هناك لبعض الوقت , وتزوج أكثر من عشرين أمرأة بطريقة غير شرعية , ومنع صوت ألآذان من المنائر عام 1974 بحجة منع الضوضاء ؟ وحربه الظالمة ضد الجمهورية ألآسلامية في أيران هي حرب على ألآسلام ومرجعيته وغزوه للكويت هو بداية التحول بأوامر المحور التوراتي لتفتيت المنطقة , وما تقوم به داعش اليوم في العراق وفي سورية أنما هو تنفيذ للمخطط التوراتي , فداعش تسعى لسلطة زمنية وهي تختار الموت الجنوني على الحياة لذلك فمشروعها الى الزوال حتما حالها حال كل السلطات الزمنية , بينما ستظل المرجعية وريثة البقاء للذرية الصالحة وللمجتمع الصالح ” أن ألآرض يرثها عبادي الصالحون “