المرض المستوطن في دولنا هو التمسك بالسلطة , فالحركات والأحزاب والإنقلابات وما يسمى بالثورات , هدفها السلطة وليس الأمة والوطن.
لو إستعرضنا تأريخنا على مدى قرن وربع القرن , سنجده ركام هزائم , منذ الثورة الكبرى وهزيمة الدولة العثمانية وتقسيم غنائم الحرب بين بريطانيا وفرنسا , إلى النكبة والنكسة وما بعدها حتى إنتهينا بدمار عاصمتين عريقتين في تأريخ الأمة , ودوامة الإنقلابات التي بدأها بكر صدقي (1886 – 1937) في 1936 وما تلاه من إنقلابات أودت بحياة التطلعات اللازمة لصناعة الدول المستقرة المتطورة.
وختمت بمآسي الهزائم العظمى المنكرات , وما أعقبها من تداعيات وأحداث داميات.
وعندما نبحث عن الأسباب يظهر جليا أن التعبد في محراب السلطة , هو السبب الأساسي لما حصل وتعاني منه الأمة.
يخاف الكثيرون من القول بأن العلة في الكراسي , لأن مصيرهم سيكون معلوما , فالسلطويون يجيدون سفك دماء الشعوب , ولاحقهم يمحق ما قام به سابقه , وهكذا دواليك , الأمة تمضي في دائرة مفرغة من التفاعلات الإمحاقية.
ولا فرق بين الكراسي أين كان موقعها , وموطنها.
الكراسي تمثل كل شيئ في وعينا الجمعي , وتتوطن لا وعي الأجيال.
الأحزاب , الفئات والحركات والتجمعات , لا قيمة لها ولا معنى إن لم تمسك بكرسي , ولهذا تتكرر الصراعات , وتتفاقم النزاعات , وما بنيت دول ولا إستراح المواطنون من وجع التنابز بالماحقات.
وكلما تبدلت الكراسي , تجددت المآسي , والمراوحة سلطان , والتقهقر عنوان.
فإلى متى سنبقى ندور في ناعور التباغض والعدوان , وكلنا يتدثر بالخسران؟
يا كراسي
يا ينابيع المآسي
كلما جئنا لعصر
أصبح الشعب يقاسي
هل وعينا
أنها نهج افتراس!!