من أراد السباحة عكس التيار الجارف يغرق في موجاته ويبتلعه الماء , حال من يتصدى لمطالب الجماهير بتظاهراته ويعلن عكس ماتريده أو يتلوى في عدم الاجابة لها , فالتظاهر تعبير سلمي عن حالة اليأس التي يعيشها العراقي بعد وصول الفساد لقمة الرأس بمضونه المعنوي وممارسته اليومية على يد ثلة من سياسي الصدفه , الذين اتخموا مسامع المواطن بالشعارات المثالية قبل استلامهم السلطة , ليأتي قول الفصل بالممارسة الفعلية لهم وتُكشف زيفها , حالة اليأس التي وصلوا لها دفعتهم للتظاهر بمطاليب تراوحت بين سؤ خدمات واستشراء فساد وامتهان كرامه , وخاصة مايتعلق بالكهرباء ورداءة التوزيع بين المناطق والمحافظات تحت درجات الصيف اللاهب , , أثنت المرجعية بخطبها الأسبوعية عليها داعية الحكومة بايجاد الحلول السريعه لها , أستمرت التظاهرات بسلميتها المتميزه تحت حماية جيش الشعب وشرطته الوطنية واجهزته الأمنية , لم يحدث مايعكر صفوها أو السماح بسرقتها من اجندة وبراثن ومخالب الاحزاب والكتل والجماعات المسلحة , الحكومة اصدرت الحزمة الاصلاحية التي بوركت بتصويت ممثلي الشعب لتكون معولا لتهديم السيء من القوم وفضح الفعل , برغم بطئها وحلزونية حركتها إلاانها اطاحت بالعديد من المناصب ومحت الكثير من المسميات واوقفت الرواتب التقاعديه لهم ولازلنا ننتظر المزيد, قناة البغدادية وناعقها المهبول انور الحمداني يحاول كعادته ان يجير هذا الفعل الجماهيري لدورقناته , ويعلن ان القضاء يجب ان يغير وهو مطلب جماهيري مهم يقع براس قائمة التغيير ,معيدا ما اعلنته المرجعية بوقوفها من اجل تغيير النظام القضائي وادخال التطوير المطلوب على عمله تماشيا والاصلاحات المطلوبة , لانختلف كثيرا عن المطلوب ولكن مايثير الحفيظة لدى المتابع ان يستهدف شخص بعينه دون الاخرين , توجهت الانظار لمدحت المحمود وكأنه حاجز كونكريتي لايقاف عجلة التطور في القضاء العراقي في حين يقع التغيير في القوانين بصلب صلاحيات السلطتين التنفيذية والتشريعية والذي غاب عن بال الكثيرين , متهمين إياه بيافطة تهم عديده , أنبرت بعض الأقلام وكعادتها لتبيان الحقيقة في موقف هذا الشخص المستهدف مبررة مواقفه الوطنية وكفاءته العلمية وشخصيته الفذه في محاولة إنقاذ القضاء من افواه المتسلطين خوفا من أبتلاعه والأستحواذ على قراراته , الرجل قدم ولده فداءا للوطن ,ووقف بحزم امام من يريد التسلط عليها وتسييس قراراتها , اعادة هيكلية بناءها , قدم الكثير من اجل استقلالية القضاء وابتعاده عن المحسوبية والمنسوبية , بقرارات وممارسات مثبته وباحصائيات معلومه , إلا اننا نستغرب من الأعلام وظلمه لها في عدم متابعة ذلك وابراز منجزاتها وياحبذا لو قامت السلطه القضائية بتفعيل دائرة اعلامها بهدف أبراز انجازاتها وأعلام الشارع العراقي بها عبر وسائل الاعلام المختلفة وعقد مؤتمرات صحفية ودعوة الصحافة واللقاء بهم لتوضيح ذلك والطلب منهم مباشرة لنشر الجديد في قراراتها , وعودة على السيد مدحت المحمود نقول ان البعض لايعترض عليه من حيث نزاهته أواتهامه بالوقوف الى جانب الظلم انما لكبر سنه واعتلال صحته , العمر في القضاء يعني اكتساب تجربه وتحصين ذات وإضافة خبره , الأفضل لنا ان نحدد مطاليبنا بما يمكث فائدته في الارض ولانمضغ الزبد لانه يذهب جفاءا . لاندافع عن الرجل لعدم القرب منه او معرفتنا الشخصية به , نبقى ننتظر من يقدم إثبات أو يشهر وثيقة تدينه في قضاءه عند ذاك سنكون معه ولانخاف لومة لائم . ونتذكر قول الخالق عز من قال ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ )) .