11 أبريل، 2024 7:43 ص
Search
Close this search box.

السلطة الدينية والتنوير!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

السلطة الدينية تعني قبض الدين على العقل , ومصادرته وإخضاع الناس لمناهج السمع والطاعة , وعاشت البشرية هذه الحالة , ولا تزال بعض المجتمعات تعاني منها , فالدين سلطة عليا , وقوة لا تعلو عليها قوة , وهذا ما جاهد الأوربيون ضده في حركة الإصلاح الديني , أي تحرير العقل من قبضة الدين , والقضاء على سلطة الدين المدمرة للعقل , وكان ذلك في القرن الثالث عشر.
وبعد بضعة قرون دخلت البشرية في عصر التنويرالذي عنوانه لا سلطان على العقل إلا العقل , أي إطلاق حرية التفكير والبحث والدراسات المتحررة من القيود , فانطلقت الثورات العلمية في أرجاء الدنيا.
وفي واقعنا المعرفي لا تزال الأجيال مقبوض عليها بإسم الدين , الذي تحول إلى ماركة تجارية ذات فرق وجماعات وتطلعات طائفية عدوانية مذهبية مروعة , وظهرت دعوات لتجديد الخطاب الديني لكنها خمدت , ومضت عجلة السلطة الدينية تسحق العقول وتناهض أي إرادة أو نزعة للتفكير , ويبدو أن التحدي الأكبر الذي يواجه الأجيال في القرن الحادي والعشرين , هو العمل بإصرار على تحرير العقل من سطوة الأدينة.
وهذا يتطلب مجهودا ثقافيا جادا , وإصرارا على المنازلة الصعبة , والمواجهات القاسية مع أساطين الضلال والبهتان.
وبما أن العصر بوسائله ومعطياته تجاوز الحدود والخنادق القائمة بين البشر , فالأوان حان للمنازلة , وسينتصر العقل على البهتان , وستتحول الأيام إلى إشراقات معبرة عن جوهر الطاقات الكامنة في مجتمعات الأمة.
إن أي دين لا يمكنه خنق البشر , وعندما نأتي إلى الإسلام فهو دين تحرير العقل , ومنطلقاته ذات أسس عقلية , وحواراته في بداية الرسالة عقلانية , فكان بذلك دينا منيرا تسبب بإطلاق ما عند الناس من روائع الأفكار والرؤى.
وبموجب ذلك ظهرت فرق وجماعات وفئات لأنها فعّلت عقولها , ومن أخطائها أن ركزت على النص الديني , ولو أن العديد من العقول تفكرت بالعلوم بأنواعها لأوجدت المنصات الحضارية الساطعة الخالدة في ضمير الإنسانية.
ويبدو أن الدعوات المغرضة لتفعيل العقول بالنص الديني بلغت ذروتها , وكأنها تتغاضى عن تفعيلها بمواجهة التحديات وإرضاء الحاجات الضرورية لحياة حرة كريمة.
فهل تفعيل العقول بالنص الديني ستطعم من جوع وتأمن من خوف , أم أنها بيت الداء؟!!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب