22 ديسمبر، 2024 10:50 م

السلطان وشاعر الزمان 2‎

السلطان وشاعر الزمان 2‎

بعد ان اطفأ الجلاد نور شعري عشت حياة هنيئة لا اعلم أهي الجنة ام النار ولكن كل شيء بالنسبة لي بعيدا عن واقع الوطن جميل فقد اُخرجت من زوبعة مؤذية حين قطع رأسي من جسدي .
زارني صديق لي كنت اعرفه ايام الشعر فقد اخرجوه بعدي بفترة وجيزة من مباراة الحياة بعد أن اشهرت بوجهه بطاقه صفراء فلم يبالي بها فأتته الحمراء في ليل مضيء .
اخبرني ما جرى فقد ظهرت بعد رحيلي عدة مضاهرات تنادي بحرية الالوان وصفاء الرتوش في لوحاتها , وكغيرها اندلعت بقوة وانطفئت ببرود , وانا استمع لسرد صديقي الشاعر الذي جعل من مضاهر السياسة حبكة له يسرد لي مغزاها وكيف تدمرت احلامه بلا هدف وضاعت حياته من اجل الوطن .
فمنذ ان بدء شعره يلقى صداه , يحرك به جبال عظيمة ارتجت حين سماع شعره , احس السلطان بقوة كلمته فدعاه ليسمع انينه , وضعوه في سرداب القصر تحت التعذيب لأجل ان يترك الكلمة , فلم يستطع فالشعر عنده كحبيبة لا يقوى خيانتها وحين يأسوا منه أخرجوه لتتلقفه ايدي العسس .
ففي مملكة السلطان كل من يدخل السرداب حتم عليه الرحيل بأقرب وقت , وصديقي قد أعلم بوقت رحيله حين دخوله بوابة الشعر .
قلت له وهل ما زال الغضب عارما على شنيع السلطان , فأجاب وقد ملئه الاسى , اي غضب يقدح يوما ويخفت في لحظه , لم ثارت ممالك الجوار وسارت بالملايين لأجل صوت الاحرار , ولم خلع السلاطين من مقاعدهم خوفا من حماسة المضلوم , وحاكمنا ينام على اموالنا ويديه ملطخة بدمائنا ونحن له خانعون , تعلوا الاسرار سطح قصره يتلقفها الاشرار ليترابحوا بها بينهم , اي دم يسيل لأجل عيون السلطان بعده جائزة محضرة .
 دبر الاعوان امرا عظيما لا نعرفه او قد يعرفه الشعب ولكنه ابى النهوض بدلا من كشف سرهم وضعوا عليه الخمار تكشفه الريح تارة ويغطى في الاخرى .
قلت وهل زال الحصار قال نعم قلت وهل عمت الديمقراطية قال وكيف تعم وسط الدمار , والسلطان ؟ قال : لا زال مرتاحا بمجلسه , والاحرار ؟ قال ستراهم اليوم وربما في الغد او بعد غدِ .
قلت وشعرك ما حل به ؟ قال لأجل الحرية والشعب جرفته الاعاصير ليذهب اثيره اسير زوابعها , ومن يتلقف له اثرا تتلاعب به انياب النعاج ويصبح الناطق به كالناعق على موته .
وبقية الشعراء ؟ كبلهم السلطان بشعره ومن ابى للقيود موضع , ماض في الغربة , ومن المي قلت له اطربني بأخر ما كتبت فربما تعيد لي ايام امس الممجد :
قال كنا الحضارات وما فيها                      والخير يصبح فيها ويمسيها
الارض من الجنان منبعها                         والخافقات الخضر تُحَليها                       
توقف عن شعره , فألحت عليه أن اكَمِل
قال احلكت علينا الايام بلياليها
والحرية مكبلة إن اصبحت          تشتاق لماضيها
والحزن عم الدنيا بمأسيها
والكلمة بات الضلم ماحيها
والحكم للحميرساعيها
اطرَبَني حتى تمنيت لو كان لي مثل شعره كالسيف احارب به ولكن لمن الكلام ألأجلي ام لأجل حرية ضاعت ملامحها وشاهت معانيها .