السلبيون هم أصحاب الأفكار السلبية الفاعلة فيهم , والمستحضرة لطاقات اليأس والإبلاس والقنوط الأبيد.
ومعظمهم من المصابين بمرض الكآبة المزمن , الذي يقض مضاجعهم ويدفعهم لرؤية الدنيا على أنها لوحة سوداء لا يمكن الكتابة عليها باللون الأبيض.
فما يعشعش في وعيهم موتي الطباع والتوجهات , وما يبدر عنهم يعزز الإندثار والإنكسار , ويسوّغ ما فيهم من سواد الأفكار , وعلل الرؤى والتصورات , وما يتمخض عن الكآبة التي تمخر رؤوسهم ونفوسهم , وتعطل وعيهم وقدرات تفكيرهم السليم.
ويساهم في تشجيع السلبية المتاجرون بالدين , الذين يريدون تكريه الناس بالحياة وتحبيب الموت إليهم , ودعوتهم لنبذ ما يتصل بها لأنه ليس من حقهم ويدفعون بهم إلى حتفهم الشديد.
فالثقافة المبثوثة عبر المنابر الموشحة بدين , موتية المحتوى وداعية إلى نبذ الحياة , والتعلق بالموت الفاعل في أرجاء المجتمعات المبتلاة بالوجيع الدامع.
وما يدور في واقع بعض المجتمعات المستلبة , أن الدعوات السلبية سائدة ومتمكنة , ويجني ثمارها المضللون الدجالون المتاجرون بالبشر المنوم والممنوع من التفكير والتدبّر , فهم يحذرونهم من إستعمال عقولهم , لأن في ذلك خطورة على مقاماتهم وما يغنمونه من الثراء.
فما أكثر المحرمات , وما أشد العدوانية على الحياة , والتكريه بالخير والفضيلة , والحث على الشر والرذيلة , فأنها تدر أرباحا , وتمنح قوة وجاها.
فهل من قدرات إيمانية لطرد خفافيش السلبية المعشعشة في دنيا البشر المنكوب بجوهر ما فيه؟!!