مجتمعات الأمة أفضل من غيرها , إن لم تكن مثلها , والفرق أن أساليب ومناهج الإقترابات السلبية منها تتواصل بتكرارية مزمنة.
فالمكتوب منذ بداية القرن الحادي والعشرين , ممهور بمداد السلبية والدونية والحط من قيمة الإنسان ودوره , وإيهامه بأن التبعية قدره والخنوع والخضوع لغيره مصيره المحتوم.
وتقديمه على أنه عاجز وعالة , وأمته في إنحطاط وإنقراض , وعليه أن يرحل من ديار الفناء والقهر والحرمان , إلى ديار الحرية والديمقراطية والأمان.
وتنأى الكتابات عن العلة الأساسية المتمثلة في الكراسي الموكلة بالحفاظ على مصالح الطامعين بالأمة.
هذه الأمة حية ولن تتمكن منها عاديات العصور مهما تفاقمت وتأسدت , والدليل أنها لا تزال تحافظ على لغتها وهويتها وأصالتها , وتتمسك بدورها الحضاري والإنساني.
فالإستعمارات والهيمنات فشلت في إلغاء هويتها.
فهل وجدتم دولة من دولها طلقت لغتها العربية وأنكرت تراثها , وإبتعدت عن جوهر قيمها.
تحدثوا عن سياسة التتريك , فهل توجد دولة من دولها تتكلم التركية , والدول الإستعمارية كفرنسا وإيطاليا وإنكلترا أمعنت بترويح ثقافتها ولغتها , لكن الشعوب إنتصرت للغتها وحافظت على كيانها الأصيل , فالأمة بخير وقوية وقادرة على التحدي والمواجهة , والإنطلاق في ميادين الإبداع والتألق الحضاري
وأجيال الأمة المتوافدة ذات قدرات متصاعدة وواعدة , وجديرة بتأمين مرتكزات الصيرورة الأفضل.
فلماذا يتم التركيز على ما هو سلبي وإنكار ما هو إيجابي؟
هل أنها الغفلة الحضارية , ام البرمجة المعادية لوجود الأمة , والتي يجتهد أعداؤها بترويجها.
علينا أن نرعوي وننتبه , ونكتب بمداد الإيجابية , لأن السلبية تصنع حالات نفسية وسلوكية مثلها , وتستحضر الأفكار السيئة والأفعال المعبرة عنها.
فالإيجابي يلد طيبا , والسلبي يصنع خبيثا.
والخيار خيارنا والمصير مصيرنا!!
فهل لنا أن نتبصر؟!!
د-صادق السامرائي