آخر اخبار الامن الهش في البلاد ان اشتباكات مسلحة دارت بين مسلحين من التيار الصدري وعصائب اهل الحق في وحول المستشفى التركي وسط مدينة الناصرية بمحافظة ذي قار، والسبب كالعادة مشاجرة تحولت الى اشتباكات بالرشاشات وتنوعاتها !
صراع مسلح امتد من ليل الاحد الى فجر الاثنين انتهى بإصابات عديدةواحتراق سيارة والقبض على عدد من المشتبكين بعد وصول الوكيل الأقدم لوزارةالداخلية حسين العوادي للسيطرة على الأوضاع !
للاشتباكات المسلحة بين الطرفين خلفيات ، بغض النظر عن الدوافع والاسباب والخلفيات السياسية ، اشتبك الطرفان في محافظة البصرة ، وايضا من اشتباك بالأيدي الى معركة عنيفة امتدت إلى الطب العدلي راح ضحيتها حتى عناصر أمنية !
وفي بغداد اشتبك الطرفان في حي العامل بسبب تعليق وإزالة صور مختلف عليها ، قال مدونون على الاشتباكات ” أن “الأمن في العاصمة هَشٌّ جداويحتاج إلى جهود حكومية وأمنية قوية لفرض سيطرة الدولة“..
في مشهد درامي آخر اعتقلت السلطات العراقية 105 أشخاص لاحتواء نزاعبين قبيلتين اندلع في محافظة واسط جنوبي البلاد، وسط استمرار الانتشارالأمني لبسط الأمن في منطقة النزاع..!
ولم ترد الانبار ان تتخلف عن هذا المشهد ، على قاعدة مصرية ” مفيش حد احسن من حد ” فاشتبك عناصر من موكب المحافظ علي الدليمي مع عناصر من موكب شيخ عام عشيرة آل شبل في الفلوجة ، تدخل على اثره وزير الداخليةيتدخل لفضّ النزاع ، وعادة ماتجري الاشتبكات الاخوية باسلحة خفيفة ومتوسطة حتى يبدو المشهد كساحة من ساحات المعارك المصيرية ، ولولا الملامة والخجل لظهرت الاسلحة الثقيلة !!
وما نكاد ننسى مشاهد معركة من معارك ” التحرير ” وتلملم الجراح ويدفن الضحايا ، حتى تمطرنا الاخبار بمشاهد جديدة لاشتباكات الاخوة والحلفاء ، السابقون منهم والحاليون ، اشتباكات تندلع بسبب حاوية زبالة وتنتهي بكسر عظم سياسي موقعي ، بانتظار الاشتباك الواسع والاوسع !
ولاننسى في طريقنا مشاهد قصف الكاتيوشا والصواريخ الباليستية على اربيل وبغداد والانبار من المقاومة والاميركان وايران وتركيا ، لتساح فيها دماء عراقية لاذنب لها أو مهمتها حفظ الامن ، على ايقاع شعارات الحلفاء والجيران والصداقات الدائمة !
كل هذه المشاهد ترعب المواطن وتنقض فكرة ” الأمن المستتب ” التي طالمايسوقها ويتحدث عنها ويشرحها رموز الحكومة وقادة الكتل السياسية التي فيغالبية قوى السلاح المنفلت تحت سطوتها وسيطرتها !
مثل هذه المشاهد الفوضوية ،التي يمكن ان يتكرر في أي لحظة ، يفقدالمواطن الشعور بالأمان ، وهو المقياس والمعيار لأمن حقيقي في البلاد وقوةوقدرة الحكومة على لجم كل مخرجات الانفلات الأمني من اصوله وليس تغطيتهبأمن هش بامكان شجار بين طفلين ان يتحول الى صراع فصائل يتخذ حتىالطابع السياسي !
بدون شعور المواطن بالأمان لايمكن الحديث عن أمن حقيقي ، فاصل الفلسفةفي هذه المعادلة هو الشعور بالأمان الذي هو نتاج أمن حقيقي وليس أمناً هشاًينهار مع اطلاق أول رصاصة وإن عن طريق الخطأ أو الاحتفال بختان أو خطف مقعد في البرلمان أو مجالس المحافظات !!